المضادات الحيوية خارج قائمة طعامنا
كان مساء حافلا لا يخلو من الشفافية لمناقشة موضوع حيوي يمس حياتنا اليومية وهو سلامة غذائنا.
وكان الدافع وراء هذا التجمع ما لوحظ في السنوات الأخيرة من كثرة الأمراض والأورام الحميد منها والخبيث، وانتشار الحساسية، والبلوغ المبكر للفتيات، ونعومة الشباب وكبر حجم الصدر لديهم، ومن أخطر ما يحدث ظهور نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ينشأ عنها أمراض لا يمكن علاجها!
يستهين البعض بهذه الأمور ويستبعد تماما أن يكون سببا وراءها قطعة دجاجة أو كبد خروف تناولها ذات صباح، قد يزيدها سوءا البوفيه الذي أخذها منه وطباخه الذي كان يعمل سباكا!
كل ما تتناوله تلك الطيور والمواشي ينتقل إلينا بطريق غير مباشر. تقول الإحصائيات العالمية التي نفتقر إليها محليا وفي شتى المجالات إن 50 في المائة من البكتيريا المقاومة سببها ما تتناوله الدواجن والمواشي من مضادات حيوية في وجباتها الرئيسة وأعلافها لزيادة إنتاجها وتسمينها وليس لعلاجها، دون مراعاة لنوع المضاد الحيوي المقدم والجرعات اللازمة وفترة الأمان التي يجب أن تراعى، وهي ترك الحيوانات لفترة زمنية محددة قد تصل إلى شهر قبل ذبحها وتقديمها كوجبة للمستهلك!
هذا غير الهرمونات التي تحول الصوص في أيام إلى دجاجة مكتملة النمو ولاحمة، ولا أحدثك عن بواقي المبيدات الحشرية في لحومها وتركزها في الجلد والشحم والأعضاء الحيوية من قلب وكبد وكلى!
تحدث المشاركون في ديوانية المستهلك عن المجهودات التي تقوم بها وزارة الزراعة وهيئة الغذاء والدواء وغابت وزارة الصحة، ورغم ما قيل وما يقدم إلا أن الجهود يجب أن تتضافر وتتضاعف من قبل كل الوزارات والجهات المعنية. وجهود تلك الجهات لن تعطي ثمارها إلا بوعي المستهلك الذي هو صمام الأمان في وجه التجاوزات التي تحدث، فوعي المستهلك وحرصه على ما يأكل سيدفعان كل الجهات لتحسين خدماتها، عندما يقاطع ويدافع عن حقه في حصوله على غذاء سليم. لقد منعت أوروبا استخدام المضادات الحيوية لزيادة الإنتاج وقصرتها على التداوي، وأمريكا في الطريق فأين نحن من ذلك؟!
صورة رائعة من صور الوعي تجلت في مشاركة أحد مربي الطيور والمواشي في الحوار وكانت مداخلة ثرية تحدث فيها بصدق وحرقة عن حال مزارع الدواجن وحظائر المواشي وما يحدث من عمليات تغذية وذبح وبيع غير قانونية.
ومع مداخلات الضيوف من أكاديميين وأطباء وصيادلة ومهندسين وردود من المتحدثين يتزايد الأمل في اتخاذ الخطوات الصحيحة لحماية صحتنا. ختمت الديوانية التي أدارها باقتدار أمين عام جمعية حماية المستهلك الدكتور عبدالرحمن القحطاني.