سباق نحو الطاقة المتجددة

تقوم ثلاث مجموعات صناعية بتشجيع الصين لمضاعفة هدفها بخصوص الطاقة الشمسية في البلاد لعام 2020 لملء الفجوة المتوقعة أن تظهر لإخفاق الطاقة النووية والطاقة المائية، التي قد تضعف من تحقيق أهدافها.
والصين كأكبر سوق للطاقة الشمسية في العالم تحتاج إلى 200 جيجاواط بحلول عام 2020 (وفقا لوثيقة اطلعت عليها بلومبيرج). حيث اشتركت عدة جهات وهي رابطة الصين لصناعة الفولطائية، وجمعية صناعات الطاقة المتجددة الصينية، والجمعية الصينية للطاقة المتجددة، التي تعمل كقنوات بين الحكومة والصناعة في إعداد هذه الوثيقة، التي تقدم النصح لسلطة الطاقة في مجلس الدولة.
وإذا قبلت النصيحة، فهذا أمر من شأنه أن يعزز منشآت الطاقة الشمسية ستة أضعاف، وهو ما سيدفع زيادة الطلب على الشركات المصنعة. مع العلم أن لدى الصين نحو 33 جيجاواط من الطاقة الشمسية في نهاية عام 2014، وفقا لبيانات بلومبيرج.
وتعتزم الصين للحصول على 15 في المائة من مجموع الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية بحلول عام 2020. وقد كانت تخطط لإضافة نحو 18 جيجاواط من قدرة الطاقة الشمسية لعام 2015، أي ما يعادل تقريبا جميع القدرة التوليدية المتاحة في الولايات المتحدة في نهاية عام 2014.
والملاحظ أن التكنولوجيا الحالية لا يمكن أن تضمن مشاريع آمنة للطاقة النووية لأن دورة التخطيط والبناء طويلة جدا. وإذا لم يكن هناك تطور ملحوظ ومهم في المدى القصير، فإنه سيكون من الصعب تحقيق هدف 58 جيجاواط في منشآت الطاقة النووية بحلول عام 2020.
وكانت إضافات الطاقة الكهرومائية في الصين بطيئة في السنوات الأخيرة، نظرا لضيق الموارد الطبيعية. وقالت الإدارة الوطنية للطاقة إن الصين، وهي أكبر مستهلك للطاقة في العالم، قد حصلت على نحو العشر من طاقتها الأولية من الوقود غير الأحفوري، بما في ذلك الطاقة المتجددة والطاقة النووية في عام 2013.
أما الحال في كينيا، فإن شركة كينيا للطاقة والإضاءة المحدودة، والموزع الوحيد للكهرباء في البلاد في شرق إفريقيا، ستوقع اتفاقيتين شراء 76 ميجاواط من الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية.
وتعتبر كينيا أول دولة إفريقية قامت بإنشاء صناعة الطاقة الحرارية الأرضية، وتمثل 25 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في عام 2014. وقد وضعت الحكومة، وهي أكبر اقتصاد في شرق إفريقيا، هدفا لإنتاج 7.3 جيجاواط من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2033.
وأيضا تسعى تركيا لطرح عقود لأجل إنتاج 2000 ميجاواط من طاقة الرياح هذا العام من خلال شركة أرجان إيرسوي، منظم الطاقة في تركيا، والمتوقع أن يكتمل البرنامج بحلول عام 2020.
ولدى تركيا 4032 ميجاواط من طاقة الرياح من 101 محطة مع نهاية 2015، مقارنة بـ 3630 ميجاواط من 90 محطة في نهاية عام 2014. وبلغ إجمالي طاقة توليد الكهرباء في البلاد في 71908 ميجاواط.
وقال وزير الطاقة في تشرين الثاني (نوفمبر) إن تركيا تريد زيادة طاقة الرياح فيها إلى 20 ألف ميجاواط على الأقل بحلول عام 2023. وتمثل إمدادات الفحم والغاز الطبيعي أكثر من نصف قوة تركيا، وتغذي وحدات توليد الطاقة الكهرومائية نحو ثلث احتياجات البلاد من الكهرباء، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرج.
وتتوقع الهند أن الطاقة الشمسية ستساعد في تلبية أكثر من خمس الزيادة في الطلب على الكهرباء بحلول عام 2022 مع وصول طاقتها إلى 75 جيجاواط.
وقد ساعدت كثيرا المنشآت الجديدة وترقية وتحسين الشبكة بقيمة 50 مليار دولار على زيادة قدرة الطاقة الشمسية في الهند كي تكون قادرة على تقديم 110 تيراواط ساعة، أو 22 في المائة، لزيادة الطاقة المطلوبة في غضون سبع سنوات، وفقا لتقرير صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي.
إن توسع الصين في منشآت الطاقة الشمسية هو مثال ممكن للهند أن تحتذي به في فترة تمتد لعدة سنوات. فقد ارتفعت قدرة الطاقة الشمسية في الصين من أقل من 1 جيجاواط في عام 2010 إلى ما يقرب من 33 جيجاواط في نهاية العام الماضي، وفقا لبيانات من بلومبيرج.
والهند تكرر منهجي ألمانيا والصين في تحول قطاع الكهرباء مع ميزة إضافية أن سعر الكهرباء بالطاقة الشمسية قد انخفض بنسبة 80 في المائة في غضون السنوات الخمس، كما يقول تيم باكلي مدير تمويل الطاقة.
الهند لديها نحو 37 جيجاواط من قدرة الطاقة الخضراء. ويهدف هذا البلد إلى توسيع خمسة أضعاف تقريبا إلى 175 جيجاواط بحلول عام 2022 بتكلفة استثمارية تقدر بـ 200 مليار دولار.
الصين وكينيا وتركيا والهند .. الكل في رحلة البحث عن المزيد من مصادر الطاقة المتجددة.