آلية نجاح موجة التوطين
في مطار الملك خالد بالرياض تشعر بالفرح، الإعجاب والفخر بالمواطنات السعوديات اللاتي يعملن في بعض محاله، وستكتمل الصورة المفرحة لي بصدور قرار يحدد ثلاث سنوات مثلا لإحلال كل العاملين بالمطار بمواطنين سعوديين. ولفرحي جوانب عدة، كمواطن يرى المواطنين نساء ورجالا يحلون في وظائف يمكنهم العمل فيها برواتب مجزية وأجواء آمنة ومناسبة من كل الجوانب، وكرجل أعمال لأن ذلك القرار لن يؤثر في تنافسيته والأهم الجانب الأمني.
قبل أيام معدودة قرأت في جريدتنا "الاقتصادية" عن صدور توجيه من الدكتور مفرج الحقباني وزير العمل، بإنشاء برنامج "التوطين الموجّه" بهدف تحديد مسارات التوظيف المستقبلية عبر أربعة محاور.
ويستهدف المحور الأوّل التخطيط القطاعي بهدف التنسيق مع القطاعات المستهدفة لوضع خطة توطين وتدريب متفق عليها تستهدف الإحلال التدريجي للمهن ذات المهارات العالية والمتوسطة في القطاع الخاص.
ومحور ثان يُعنى بالتدخل المناطقي لتعزيز العمل مع إمارات المناطق لدعم برامج توطين خاصة بكل منطقة حسب نوعية الأنشطة فيها التي تتم بناء على اختيار ودعم أمير المنطقة.
المحور الثالث وهو التوطين الكامل لبعض الأنشطة من خلال اختيار أنشطة محددة لتوطينها بالكامل بتعاون الشراكة مع الوزارات الأخرى.
رابع محاور التوطين يتمثل في البرنامج الخاص بربط برنامج نطاقات الموزون "الذي تطلقه الوزارة قريبا" ببرنامج التوطين الموجه لتتفق معطياته مع معطيات العمل في هذا البرنامج.
أعتقد أن تلك المحاور هي المحاور المثلى التي من الممكن من خلالها أحلال السعودي في الوظائف المشغولة بغير السعودي وتشكر الوزارة على مبادرتها المرتكزة على الإحلال.
والمهم كيفية تحويل تلك المحاور إلى خريطة طريق مرتبطة بأهداف وتواريخ محددة وبالشراكة مع كل الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص يمكن تنفيذها بما يحقق للوطن والمواطن المصلحة المشتركة والمتبادلة.
وليكن في قرار سعودة مجال بيع وصيانة الجوالات مثل يمكن استنساخه في شراكات أخرى، مثل مجال سيارات الأجرة ( كريم و أوبر) تتشارك فيه وزارات العمل (بكل أذرعها)، النقل والتجارة والداخلية.