دعم صحافة المستقبل

لا يوجد أي نموذج عربي ناجح للصحافة الإلكترونية الحقيقية، على غرار ما وصلت إليه الصحافة الإلكترونية في أمريكا وبريطانيا مثلا.
الريادة المصرية للصحافة العربية، لم تشفع لها، وقد أصبحت الصحف الإلكترونية المصرية تعكس حالا بائسة في الواقع الافتراضي. صحف عريقة مثل “الأهرام” و”الأخبار” و”الجمهورية”، تعطي مواقعها الإلكترونية صورة سلبية. والواقع نفسه تعيشه معظم الصحافة اللبنانية، ولذلك فاقد الشيء لا يعطيه.
لدينا في السعودية والخليج العربي تجارب أميز في هذا المجال. وأي تفكير في استجلاب المعرفة من أجل التطوير، ينبغي أن يكون من خارج الدائرة العربية. خاصة في مجال تطبيقات الهواتف الذكية، إذ إن كل النماذج الموجودة في العالم العربي معاقة، ولا يمكن أن تؤسس بيئة تنافسية حقيقية.
جلست قبل فترة مع أحد تجار الشنطة العرب، يحمل نموذجا واحدا يبيعه هنا وهناك. من المؤسف أن تجارة الشنطة الإلكترونية لها رواج كبير في الخليج العربي. المحصلة النهائية، إعاقة لتجربة الصحافة الإلكترونية.
عندما تتصفح التطبيقات الإلكترونية الخاصة بالصحف الإلكترونية، تتأكد أن المشوار لا بد أن يبدأ من الطريق الصحيح، وكلمة السر في هذا الأمر تتمثل في الاستفادة من تجارب الصحافة الأمريكية والبريطانية، والحرص على الاحتفاء بالسعوديين والسعوديات، لأن الأفق الذي وصل إليه شبابنا وفتياتنا يتجاوز المساحات المحدودة التي يحلق من خلالها ضيوفنا من عرب الشمال.
لقد خاضت صحف عريقة، تجارب مرة في تجاربها مع الديجتال والفضاء الإلكتروني، إذ إن سياسة الترشيد في هذا المجال لا تجدي، والبحث عن الكفاءة الوطنية الجيدة والحفاظ عليها، أكثر جدوى من البحث عن الأشياء الرخيصة، خاصة إذا كانت هذه الأشياء الرخيصة تقوم بتسويق مشروعاتها باعتبارها نافذة للاستغناء عن كفاءات محلية.
صحافتنا تقف على مفترق طرق، وهي في حاجة إلى القفز صوب التجارب العالمية، فالعرب لا يجيدون الطبخة، وكثير من أبنائنا أفضل وأقرب منهم إلى الواقع بمراحل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي