رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


حماية السلم وصيانة الأمن والازدهار

عكست مناورات "رعد الشمال" الإرادة القوية للبلدان المشاركة فيها، وتصميمها على المضي قدما لتمكين التحالف الإسلامي، ليس لخوض الحروب لمجرد خوضها، بل للدفاع عن الأمن والسلام في المنطقة كلها. فالتحالف العربي ـــ الإسلامي، لم ينطلق إلا من دافع حماية السلم وصيانة الأمن والازدهار لكل دولة منضوية تحت لوائه، ولا سيما في الفترة التي سقطت فيها الأقنعة عن وجوه عديد من الجهات، وظهرت على حقيقتها المتمثلة في خيانة الأوطان والعمالة لجهات أجنبية لا تريد إلا شرا لهذه الأوطان. الأمثلة كثيرة، هذا اليمن، وهذه سورية والعراق ولبنان. كان لا بد من وجود قوة من أجل حماية هذه الأوطان، وبالتالي توفير الاستقرار لكل المنطقة. ولذلك لا يمكن الحديث عن نمو وازدهار إلا بإيجاد الاستقرار المناسب. إنها معادلة تقليدية معروفة للجميع.
مع انتهاء مناورات "رعد الشمال" بحضور عدد كبير من القادة والمسؤولين في البلدان التي شاركت فيها، وبرعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يمكن القول إن الرسائل السياسية والعسكرية، وصلت بوضوح إلى كل جهة تسعى للتخريب والعبث في المنطقة. وهي رسالة تضمنت، أن المعتدين سينالون جزاءهم، وأن المستقبل في كل بلدان المنطقة العربية لن يكون إلا لأبناء الوطن الصادقين المنتمين إلى أمتهم، وأن البلدان المحورية لن تسمح بتواصل الاهتزاز في المنطقة، وأنها مستعدة لتوفير كل سند ممكن للشرعية والسيادة الوطنية. إنها رسائل وصلت لمن يرغب في أن يفهم، أما الذين يصرون على عدم الفهم، فهناك وسائل أخرى لإفهامهم.
التطورات كثيرة التي تشهدها المنطقة، والأهم أنها تطورات خطيرة، كان لابد من وجود تحالف سياسي عسكري شرعي على الساحة لمواجهة هذه التطورات والتعاطي مع استحقاقاتها في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة. ولأن الأمر بهذه الصورة، كانت المناورات ضخمة بصورة توازي الحدث العام، وكانت المملكة راعية لها ومشاركة فيها على مختلف المستويات الجغرافية واللوجستية والعسكرية والتخطيطية، كما كانت منذ انطلاقتها وحتى ختامها الذي كرس زخمها، بل أثرها من خلال المشاركة الهائلة للقادة والمسؤولين الذين قدموا إلى المملكة للتأكيد على أن هذه المناورات ليست سوى خطوة من خطوات التعاون الاستراتيجي البعيد المدى بين البلدان المنضوية تحت لواء هذا التحالف، وهي أيضا خطوة كبرى باتجاه تكريس حالة إحقاق الحق، ورفع الظلم عن أولئك الذين تعرضوا له.
لقد أثبتت مناورات "رعد الشمال" أن القوى المحبة للسلام والأمن والمستعدة للدفاع عنهما، جاهزة في كل الأوقات للقيام بدورها الحضاري والإنساني. كما هي أيضاً جاهزة لكل حوار مبني على أسس سليمة وشرعية من أجل حل المسائل بالطرق السلمية. وللسعودية تاريخ طويل في هذا. تمنح كل الفرص من أجل الحق، وعندما تنفد هذه الفرص (وقد نفدت فعلا مع جهات تخريبية طائفية كإيران) فهي مستعدة لإقرار الحق والعدل بالقوة. وهي لا تقوم بذلك بصورة منفردة، بل تشرك معها كل بلد يرغب في أن يكون جزءا من منظومة الأمن والعدل والاستقرار والإنسانية. إنها تمنح خطواتها زخما جماعيا دائما. التحالف العربي-الإسلامي هو المثال الحاضر للسياسة السعودية حيال التطورات المتفاعلة. فهو قوي ليس فقط بعديده بل بقيمه السامية.
لا عدوان على أحد، هذا من ثوابت المملكة وحلفائها، ولكن لا أحد يمكنه أن يعتدي عليها. إنها (مرة أخرى) رسالة يفهمها الكبير والصغير. وعلى القوى الإرهابية الإجرامية في المنطقة، أن تفهم بسرعة الغاية من هذا التحالف. أما لماذا بسرعة؟ فلأنها لن تجد مسارا واحدا لحراكها التخريبي، كما أنها ستدفع ثمنا يوازي بشاعة عدوانها وتدخلاتها المشينة في شؤون بلدان لا تريد شعوبها إلا العيش بأمن وسلام ورخاء واستقرار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي