رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


مقاعد «الخطوط السعودية»

أشك في صحة الخطاب الموجه إلى هيئة الطيران المدني من الخطوط السعودية الذي تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونشرت تفاصيله بعض الصحف الذي يقضي بفرض رسوم على اختيار المقاعد. الشك ليس في المعلومة، ولكنه نابع من الشرح المكتوب على الخطاب باللغتين العربية والإنجليزية، الذي يستحسن من خلاله كاتب الشرح على الخطاب الفكرة.
مبدئيا أتصور أن أي موافقة سترسل للخطوط السعودية على خطاب رسمي لا مجرد شرح على خطاب وكأن الخطاب لإدارة داخلية في الطيران المدني ناهيك عن أن اللغة المستخدمة لا تتسق مع دور الهيئة الذي يفترض أن يكون على مسافة واحدة مع كل شركات الطيران ولا يحتاج إلى أن يستحسن أو يحبذ وإنما يوافق أو يرفض بعيدا عن الانطباعات والآراء الشخصية.
لا أحد يجادل في أن من حق الخطوط السعودية أن تضع رسوما على اختيار المقعد، خاصة أن شركات طيران أخرى في الداخل والخارج تأخذ بهذا المبدأ، لكن هذا الأمر سيضع الخطوط السعودية أمام خيارات صعبة جدا تجاه عملائها، خاصة أن المضيفين يواجهون على كل رحلة حالات متكررة من المطالبات بتغيير هذا المقعد أو ذاك لأن أسرة من مجموعة أشخاص ترغب في الجلوس في مقاعد متجاورة وأظن أن وضع رسم يراوح بين 20 و50 ريالا سيفاقم الأزمة إذ إن الأريحية التي يتعامل من خلالها البعض في الوضع الراهن ستتقلص ولن يكون من الميسور إقناع شخص بالتنازل عن مقعده في مثل هذه الظروف المتكررة ما لم يكن هناك إغراء أكبر فهل ستشتري الخطوط السعودية المقعد من الراكب بسعر أعلى؟
إن التحديث المستمر والمتسارع لأسطول طيراننا الوطني مظهر إيجابي يستحق التنويه ولا أحد يجادل في مشروعية سعي الخطوط للوصول إلى مرحلة الربح خاصة مع السعي إلى طرح الخطوط السعودية للاكتتاب في سوق الأسهم السعودية.
لكن من المهم عدم نسيان أن المنافسين ـــ الخليجيين تحديدا ـــ للخطوط السعودية يخوضون معركة شرسة لاجتذاب مزيد من السياح السعوديين وهم يقدمون عروضا مغرية وتشارك الخطوط السعودية في تقديم عروض أكثر إغراء إن ترك اختيار المقاعد دون رسوم أكثر جدوى وأقل إزعاجا لموظفي الخدمات الأرضية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي