ولنا في مارادونا برهان
لم تؤثر قضية المنشطات التي أنهت حياة أسطورة كرة القدم الأولى في العالم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا؛ في تاريخه الرياضي، ولم تسقطه في نظر الجميع كلاعب موهوب استحوذ على المجد من كل أطرافه، ولم تلغ نجوميته وأفضليته العالمية على كل الأجيال، وما زال صاحب التاريخ الكبير المرصع بالذهب، وما زال الجميع ممن عاصره ومن لم يعاصره يتابع مقاطعه بشغف.
ورغم نجومية مارادونا إلا أنه سقط كقدوة للنشء، وما زالت قضية المنشطات تطارده في الحياة العامة والاجتماعية، فهو لا يدعى في الغالب إلى المشاركة في تجمع اجتماعي أو خيري؛ فتاريخه الأسود أو نهايته السوداء وقفت حائلا أمام تلك الدعوات، لدرجة أن اليابان رفضت منحه تأشيرة دخول إلى أراضيها مرتين بسبب تاريخه مع المنشطات.
هكذا يجب أن نتعامل مع اللاعب متعاطي المنشطات نقف معه نسانده لا نلغي تاريخه ولا ننسى إنجازاته، ولكن في الوقت نفسه لا نمجده ونجعل منه رمزا وملاكا لا يخطئ.
نعم كان نجما يُحتذى به في الملاعب، نساعده على تجاوز الأزمة والعودة قويا بعد الإيقاف، نستفيد من تجربته كلاعب ورياضي، ولكن لا يمكن أن نجعل منه قدوة للنشء، وأن نسهل العمل الذي اقترفه وكأنه لم يفعل شيئا، ولا يجب أيضا أن نستغفل الآخرين ونجعل منه مظلوما.. فالعزف على وتر "المظلومية" غالبا ما يجتمع حوله الكثير ويتعاطفون معه ومن هنا يكون التعلق أكبر.
أيضا في المقابل هناك من يشمت ويفرح بمصيبة اللاعب في حال ضبطه في حالة تعاطي "منشط" وإيقافه لأنه ينتمي للفريق المنافس لفريقه، وهذا خطأ وجرم كبير، وله ضرر على الشامت في الدنيا والآخرة، ولا يوجد عاقل يمكن أن يسعد بمصيبة مسلم ويفرح من أجلها.
ما أعنيه في كل ما مضى، هو ضرورة أن نكون وسطيين في التعامل مع متعاطي المنشطات في ملاعبنا، خاصة متى ما علمنا أنهم نجوم يلفون أعناق النشء والمراهقين، ويمكن أن يقتدوا بهم ويحذوا حذوهم.. نقول إن اللاعب أخطأ واستحق العقاب دون أن نشمت أو نفرح.. وألا ندافع عنه ونمجده وكأنه لم يفعل شيئا يسيء له أو للمنافسة أو للوسط برمته.