عملقة.. في المحطات الشمسية العائمة
تشهد الطاقة الشمسية الكهروضوئية توسعا سريعا في وجودها. فهناك المزيد من اللوحات الكهروضوئية فوق أسطح المنازل، والمجمعات الصناعية، حتى مواقف السيارات المظللة. وأيضا الآن، على نحو متزايد، يجري تثبيتها على المسطحات المائية.
فقد أعلنت شركة كيوسيرا وشركة طوكيو، في مشروع مشترك بين الشركتين، إنشاء محطة عائمة للطاقة الشمسية في خزان سدياماكورا بالقرب من طوكيو بسعة 13.4 ميجاواط. وستصبح أكبر محطة عائمة يتم تركيبها للطاقة الشمسية في اليابان وفي العالم. وسيتكون المشروع، من 50 ألف وحدة، وسيقوم بتوليد 15635 ميجاوات ساعة من الكهرباء سنويا، وهو ما يكفي لتزويد 4700 منزل تقريبا.
وسيتم تركيب الوحدات على منصات Hydrelio العائمة الحاصلة على براءة اختراع والمصنعة من قبل الشركة الفرنسية "سيل وتير". وتهدف "كيوسيرا" للبدء بتشغيل المحطة في هذا العام، بعد التفاوض على عقود مع شركة طوكيو للطاقة الكهربائية وغيرها.
اختيار اليابان لوحدات كهروضوئية تطفو فوق المسطحات المائية هو خيار واضح لأن المساحة على الأرض محدودة، وهناك بالفعل الكثير من الممرات المائية الداخلية التي أنشئت لزراعة الأرز وممرات مياه الأمطار التي يمكن استخدامها للطاقة الشمسية بمثل هذه التقنية. وتعتبر اليابان أيضا ضمن أعلى الدول في العالم من حيث التعريفة المغذية لشبكة الكهرباء. وقد قدمت الحكومة اليابانية حوافز الطاقة المتجددة في تموز (يوليو) 2012 في أعقاب كارثة فوكوشيما النووية.
في تموز (يوليو) 2014، قامت "سيل وتير" ببناء مشروع الطاقة الشمسية العائمة لأول مرة في اليابان. حيث قامت بتثبيت 1.2 ميجاواط في مدينة أوكيجاوا شمالي طوكيو. وقد قامت شركة سيل وتير بالفعل ببناء أو الحصول على اتفاقيات شراء أخرى لأكثر من عشر من محطات الطاقة الشمسية العائمة، بما في ذلك في إنجلترا، والهند وفي أماكن أخرى في اليابان.
فكرة محطات الطاقة الشمسية العائمة لاقت رواجا أيضا في الولايات المتحدة حيث حصلت شركة الشمس البكر أخيرا، ومقرها سان فرانسيسكو،على عقد لبناء 15 ميجاواط لمشروع الطاقة الشمسية العائمة على أحواض معالجة مياه الصرف الصحي في مقاطعة سونوما. ومن المتوقع أن يكون المشروع قيد التشغيل بحلول خريف عام 2016. وقد كانت شركة سيل وتير واحدة من عديد من موردي المعدات.
وقال إيفا بولي، مدير الأعمال التجارية الدولية لـ "سيل وتير"، "في كل بلد، هناك مسطحات مائية كبيرة للتعدين والري وتربية الأحياء المائية، ومصانع لمعالجة المواد الكيماوية أو معالجة مياه الصرف الصحي، وعند إنشاء محطات للطاقة الشمسية في المسطحات الكبيرة من المياه، ليس لديك أي صراع مع استخدام الأرض وأنت تقوم ببناء محطات الكهروضوئية، حيث يستهلك الناس الكهرباء". وعملية التثبيت أيضا سريعة وغير مكلفة نسبيا، لأنه ليس هناك حاجة إلى الحفر أو بناء أساسات. وهيكل التعويم لا يحتاج إلى المعدات الثقيلة للتجميع. وقال بولي: إن العمل المدني في اليابان مكلف جدا نظرا للحاجة إلى بناء أسس مقاومة للزلازل، والطاقة الشمسية العائمة هي الأكثر قدرة على المنافسة من الأنظمة المثبتة على الأرض. ولم تفصح "كيوسيرا" عن أي معلومات حول مدى تكلفة المشروع 13.4 ميجاواط.
وفي حين أنها ليست عادة ما تكون فكرة جيدة لخلط المياه والكهرباء، إلا أن أنظمة هذه المحطات العائمة تكون محكمة وآمنة. ولا يحصل أن تأتي أي من المعدات الكهربائية في اتصال مباشر مع الماء. كل الموصلات بين اللوحات معزولة تماما، ويستخدم نظام الكابلات البحرية العازلة للماء التي استخدمت على مدى عقود في العمل في الشواطئ ومعالجة المياه.
لم يتم تصميم أنظمة هذه المحطات العائمة لمقاومة الظروف البحرية المالحة والصعبة، ولكنها قادرة على الصمود أمام أعاصير وأمواج أكثر من ثلاثة أقدام. إنها مصممة خصيصا للبحيرات والخزانات وغيرها من المسطحات المائية الداخلية التي هي قريبة من اتصال الشبكة وإلى المناطق التي يتم استهلاك معظم الكهرباء.
وتساعد محطات الكهروضوئية العائمة أيضا على الحفاظ على جالونات من المياه عن طريق تقليل التبخر وأداء أكثر كفاءة من تلك الأنظمة المثبتة على الأرض، وذلك بفضل التبريد الطبيعي من المياه. ووفقا لـ "بولي"، فإن وكالات المياه مهتمة بشكل خاص بالمحطات العائمة لأن الكثير من الوكالات لديها سياسات للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري ومصلحة كبيرة في الحفاظ على المياه، وخاصة في أماكن مثل ولاية كاليفورنيا حيث هناك موجات الجفاف المتكررة والشديدة.
"سيل وتير" ليست هي الشركة الوحيدة في مجال الكهروضوئية العائمة. فعلى سبيل المثال، قد أنجزت الشركة الأسترالية "سنيرجي" محطة تجريبية عائمة لتجميع الطاقة الشمسية في الهند. وأيضا قامت شركة "حلول تكنولوجيا البنية التحتية البيئية العالمية" على تطوير مشروع للطاقة الشمسية العائمة في مقاطعة آدمز، ويسكونسن في الولايات المتحدة.
ومع كل ذلك، يرى البعض باعتبار كل هذا السعي وسيلة لاستغلال الحوافز التي تقدمها الحكومة. حيث صرح جون كونستابل، مدير مؤسسة الطاقة المتجددة، لصحيفة التلجراف عندما أنشأت إنجلترا أول مشروع للطاقة الشمسية العائمة في آب (أغسطس) 2014، أن الألواح الشمسية العائمة "ليست إلا وسيلة مربحة بشكل لا يصدق من الدعم الذي تحصل عليه من الإعانات".
ومع الوقت سيظهر لنا ما إذا كانت تكنولوجيا الطاقة الشمسية العائمة ستغرق أو تسبح دون هذا الدعم.