رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مناهج اللغة الجديدة .. وضعف المخرجات

لو سألت أيا من مسؤولي وزارة التعليم عن أهمية "اللغة العربية" وحمايتها في مناهج التعليم لأجابك بالكثير من التنظير حول تاريخ لغتنا ومكانتها، ولا أشك أنه سيعيد الاستشهاد بالمثال الذي يكررونه منذ زمن حول تجربة دولتي ألمانيا وفرنسا وما قامتا به من جهود استثنائية في حماية لغتيهما تتضمن قوانين صارمة تصل إلى منع الحديث بأي لغة أخرى أو استخدامها بشكل يومي، رغم أن اللغتين "الألمانية والفرنسية" لا تقارن من حيث أعداد الناطقين بها باللغة العربية، لكن الحقيقة المرة أن "وزارة التعليم" اجتهدت قبل خمس سنوات تقريبا في إطلاق "مناهج اللغة العربية" للمراحل الثلاث في محاولة منها للتطوير وقد جاءت النتائج مخيبة للآمال باعتراف الوسط التربوي نفسه ما يجعل العودة للمناهج القديمة أمرا ملحا لكثير من الممارسين.
وقد كانت المناهج القديمة مقسمة إلى أربع مواد هي «القواعد » و«القراءة والنصوص» و«الخط والتعبير»، وكان لكل مادة منها منهج مستقل ولكل منها حصص محددة في خطة التدريس، حيث تأخذ نصيبها التام من الجهد والشرح والتدريس والاختبار.
وقد رأت لجان التطوير السابقة أن تدمج هذه المواد في منهج واحد اسمه "لغتي"، ولكن المنهج الجديد لم يؤت ثماره التي كان من المفترض أن تكون من حيث القوة وجودة المخرجات، فضلا عن ضعف التطبيق في الميدان التربوي ما جعل المنهج عرضة للتجارب بحسب الاجتهادات الفردية وليس بحسب التخطيط المنهجي المتبع في منظومة المناهج السابقة.
حاول المنهج الجديد أن يجعل من الطالب منطلقا لأنشطته، ولكن كما أسلفت لم يكن التطبيق كما في تصور المخططين للمنهج، فكثرة الأنشطة وإفرادها بكتاب مستقل للنشاط جعل المعلمين والمعلمات في سباق مع الوقت لإنجازها وفق سياسة الكم لا الكيف، وهو لا يتناسب مع تعليم اللغة العربية التي تحتاج إلى الصبر والشرح التوسعي، وزاد الأمر سوءا تكدس المدارس بأعداد كبيرة تجعل من تطبيق نظريات المنهج الجديد أمرا بالغ الصعوبة، حيث الحاجة إلى أعداد قليلة من الطلاب ووقت كاف لتنفيذ كل نشاط كما يجب.
أما أولياء الأمور والأمهات فهم في معاناة بالغة مع المنهج الذي جاء مدمجا وعلى الطالب تفكيكه ليستوعب ما هو مطلوب منه، ولهذا لم يستطع أغلب أولياء الأمور من واقع تجربة أن يضيف لابنه شيئا في المنهج الجديد، بعكس المناهج القديمة التي كان التفاعل معها من خلال الأسرة كبيرا لوضوحها ومعرفة المطلوب بشكل مرن وميسر.
أما المخرجات فوزارة التعليم لديها العلم الكافي وهي ترى وتتابع من خلال تقارير الميدان التربوي التي تؤكد دون شك تدهور مخرجات المرحلة الابتدائية وتحديدا منذ تطبيق المناهج الجديدة وتطبيق "برنامج التقويم المستمر" وأصبح لدينا جيل جديد لا يجيد القراءة ولا الكتابة، وبات العثور على طالب من خريجي المرحلة الابتدائية يكتب دون أخطاء إملائية أمرا نادرا جدا.. ولكن من يسمعنا؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي