الهلال بطل بنهج مختلف
عاد الهلال ليتوج بطلا لكأس ولي العهد كأول نهائي يرعاه رجل الأمن الأول، في نهج دأب عليه الفريق الأزرق بالحصول على الأولويات تباعاً في نهم لا يكل ولا يمل نحو تأسيس فكر قيادي لا يقبل بغير الأول ولا سواه هدفا وغاية، ظهر الهلال بلباس مختلف وتنظيم إداري نهجه ليس كما السابق فالصوت بات مقنناً في الظهور الإعلامي، وحين تدعو الحاجة فقط؛ ففيصل المطرفي مدير المركز الإعلامي الذي ظهر يقبل رأس ناصر الشمراني بعيد خروجه من أرض الملعب لم نسمع له تصريحا ولا مماحكات هنا أو هناك، حتى نواف بن سعد ارتضى نهج البعد عن الشؤون الفنية والتعاقدات وترك تقييمها للمدرب مع عدم تركه دون محاسبة أو محاولة الجلوس معه من أجل الخروج بحل للمشاكل التي تعترض طريق بعض اللاعبين أو تلك التي تسببت في قلة فاعليتهم داخل المستطيل الأخضر.
ترك الرئيس الهلالي إعلان الصفقات أو الحديث عنها للمركز الإعلامي وتفرغ لترتيب البيت من الداخل فلا تعاقدات حتى تمت تسوية مشكلة تراكم المرتبات المتأخرة فأصبحت الكرة بمرمى اللاعبين الذين بادلوا هذا التنظيم بتفان وجدية حتى صعدوا للبطولة الثالثة خلال أقل من سنة واللقب الثاني في عهده بعد أن تولى رئاسة النادي.
يبقى السؤال لماذا يصحو الهلال سريعا؟ وكيف كبوته لا يطول مداها؟ بينما بقية الفرق تتغنى بثلاث بطولات بسبع سنين جاءت فكانت كالمطر في زمن الجدب، المتابع يرى أن التكوين الهلالي من مشجع وإدارة ولاعبين ومرجعية شرفية وقوة الحضور الإعلامي باتت تشكل فلسفة خاصة للزعيم وتعمل على كونها محفزاً ودافعاً للعمل من قبل الجميع إضافة إلى أن جعبة الكوادر الهلالية مليئة وولادة؛ فالذاهب عن كرسي الرئاسة أو العمل الإداري بالنادي يحضر بديلا عنه فالتميز في الأشخاص العاملين ونوعيتهم من عوامل استمرار التفوق وصعود المنصات؛ فحين تفتش في التحصيل العلمي لهم أو حتى القدرة على حسن إدارة المهام الموكلة لهم تجد تميزاً واختلافاً عن البقية مكنهم من البقاء والاستمرار في المقدمة.
النهج الذي تسير عليه الإدارة الهلالية باحترافية توزيع العمل واحتواء مشاكل اللاعبين مع النهج الفني للمدرب سيصبح مدرسة ومطلباً للبقية أن تحذوه وتسير عليه فالمدارس الإدارية في الجوانب الرياضية متعددة وفقاً للغايات والطموح؛ فمدرسة نواف بن سعد أثبتت نجاحها وقدرتها على إعادة الوهج والاستقرار الفني والإداري فلم يسارع لإيجاد مشاكل مع المدرب بالرغم من الخسارة من فريق التعاون المميز قبل النهائي، بل كان التخطيط للقادم مع إيجاد فرضيات الحل للمشاكل السابقة، عساها أن تنجح وتعود الكتيبة من جديد فكانت البطولة واستمرار المنافسة على الدوري والهزيمة التي لحقت بالمنافس بكل تأكيد سيكون لها الوقع الكبير على سيره وقوته في دوري جميل؛ فالفريق الذي فقد الكثير من قوته وتعصف به المشاكل الفنية مع غياب الظهير المميز عبد الشافي سيجد صعوبة في العودة والتألق كما السابق؛ فنحن أمام سباق واستحقاق جديد سنرى من خلاله بروز النهج الإداري الجديد للهلال وإدارته في السير الصامت نحو البطولات.