في حفر الباطن .. «رعد» وردع
جيوش أكثر من 20 دولة عربية وإسلامية تجري مناورات حاليا في منطقة حفر الباطن شمال شرق السعودية، وصفها مراقبون وعسكريون بالأضخم في تاريخ المنطقة.
لا شك أن المناورة الأضخم في المنطقة التي تقودها المملكة العربية السعودية، وأطلق عليها اسم "رعد الشمال" ليست استعراضا للقوة فحسب، بل هي تتجاوز ذلك بكثير وتحمل رسائل عدة للشعوب العربية والإسلامية وللعالم أجمع.
لعل من أهم الرسائل تأكيد استشعار العرب والمسلمين للمخاطر التي تحيط بهم وتهدد أمنهم واستقرارهم، وفيها تجسيد لإرادة قوية للعمل المشترك بين الدول المشاركة التي دفعهم إليها الأعداء والطامعون في خيرات العرب والمسلمين، وفيها رسالة أيضا تقول إننا قادرون على التكتل والتحشيد فعلا لا قولا لحماية أوطاننا وأراضينا ومدخراتنا.
لأول مرة تجتمع الجيوش العربية والإسلامية تحت بيرق واحد وهدف واحد وهم مشترك، لأول مرة نشعر أننا جسد واحد وأمة واحدة لا تفرقنا حدود أو منافذ، لأول مرة نشعر أن الجميع يدرك المخاطر وأنهم على قلب واحد.
يقول سفير الولايات المتحدة السابق في الرياض جيمس سميث في حوار مع إحدى الصحف الصينية إن مناورات رعد الشمال، إضافة إلى رسالتها العسكرية المهمة المتمثلة في القدرة على إدارة جيوش من 20 دولة وبأسلحة متنوعة برية وبحرية وجوية والعمل بشكل متناغم في ساحة واسعة من الأرض، فهي ـــ أي "رعد الشمال" ــــ تحمل في طياتها رسالة سياسية مهمة تتمثل في قدرة الدول العربية والإسلامية على تشكيل كيان يستطيع الوقوف أمام حالة عدم الاستقرار التي تحدثها إيران في المنطقة، والسعودية من خلال قيادتها لتلك المناورات وإقامتها على أرضها ترسل رسالة مفادها بأنها قادرة على جمع تلك القدرات والإمكانات معا، وهي بذلك رسالة ردع مهمة لدول المنطقة والعالم.
تجاوب الدول العربية والإسلامية مع المبادرة السعودية بتشكيل التحالف الإسلامي أمر يثلج الصدر ويمنح الطمأنينة لجميع الشعوب الإسلامية ويجعلها أكثر ثقة في قادتها وجيوشها، وأنهم في أيد أمينة، فتجمع هذا الحشد الكبير من الجند والعتاد في حفر الباطن له دلالة على أن استشعار الخطر المحدق بنا بلغ الذروة، وأن تلك الدول بدأت بالفعل في الاستعداد والجاهزية للردع من خلال تلك المناورة الضخمة التي تقودها السعودية قبلة أكثر من مليار و300 مليون مسلم.