رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تبادل الأفكار المبتكرة .. ابتكر أكثر بموارد أقل

يمكن تحقيق استفادة أكبر من أقسام الأبحاث والتطوير بالسعي إلى تحالفات تؤمن ابتكارات قوية.
تتمتع شركة الأدوية "ميرك آند كو" بوحدة أبحاث وتطوير شهيرة حققت نجاحات تتضمن أول اللقاحات وأدوية التحكم في الكوليسترول، وتم تطوير هذه كلها في الشركة من مرحلة الاكتشاف حتى مراحل التطوير والحصول على موافقة لطرحها في الأسواق.
لكن تلك الشهرة بدأت تتلاشى هذه الأيام لأن آخر النجاحات التي حققتها الشركة كانت أدوية نالت الموافقة عام 2006، مما يعني أنه مضى مشوار طويل ولم يتم تحقيق أي اختراق صيدلاني وسيكون لدى الشركة مجموعة أقل من براءات الاختراع، ما يترتب عليه تعرض الشركة لمزيد من المنافسة والقليل من الأرباح.
وكان الحل أمامهم هو القيام بأبحاث أقل، وسيقومون ببيع عديد من مشاريع تطوير الأدوية التي يعملون عليها وتقليص حجم وحدة الأبحاث والتطوير، وبدلا منها سيؤسسون مجموعة من مراكز الابتكار التي يراد منها البحث عن أبحاث يجريها آخرون. ويشاع أن هذه المراكز ستقع في كل من بوسطن ومنطقة خليج سان فرانسيسكو ولندن وشنغهاي. ويبدو ذلك فكرة غريبة، فهل يمكن لشركة تحسين سجل أبحاثها من خلال القيام بأبحاث أقل؟ وهل يمكن لمركز يخطط للعثور عن أبحاث أجراها آخرون أن يكون مركز ابتكار فعليا أم أنه مركز تقليد؟ فما حقيقة ما يجري هنا فعلا؟
يمكن توضيح ذلك بأن شركة ميرك بدأت أخيرا في القيام بما عكفت شركات أدوية أخرى على القيام به منذ مدة طويلة. وفقد قطاع الأدوية الصيدلية مزاياه في القيام بأبحاث مقارنة مع شركات التقنيات الحيوية والجامعات، وأصبح الآن من الدارج لشركات الأدوية أن تتطلع لأبحاث واعدة أجريت في الجوار، مع البحث عن فرصة لتأسيس تحالف مع شركة تقنيات حيوية أو الحصول على ترخيص لمنتجها بمجرد أن تتبين وجود فرصة واعدة فيه. تعد هذه الترتيبات خيارا مفيدا لسببين، أولهما القيام بأبحاث في مكان يؤمن جدوى اقتصادية. حيث تتفوق شركات التقنيات الحيوية بميزتين على شركات الأدوية في إجراء الأبحاث، الأولى هي أنها تقوم الأبحاث بشكل جيد جدا، والثاني هو أنها إما ستنجح وإما ستفلس، ما يعني أن تكلفة الفشل سيتحملها مؤسسو الشركات والمستثمرين فيها ولن تكون الخسارة على عواتق شركات الأدوية. أما السبب الثاني فهو الاستحواذ على نتائج الأبحاث من شركات عادة ما تعجز عن تحقيق الاستفادة التجارية منها. فهناك عدد قليل جدا من شركات التقنيات الحيوية التي يتوافر لديها قدرات وموارد مطلوبة للحصول على موافقة دواء جديد لبيعه، لكن شركات الأدوية تتمتع بخبرات كبيرة للقيام بذلك. يترتب على ذلك عدم قدرة شركات التقنيات الحيوية على الحصول على كامل قيمة أبحاثها، وعليها أن تبيعها مع حسومات. وتلك الحسومات بالطبع ستصبح أرباح شركات الأدوية، ويواكب الباحثون هذا التحول بالابتكار والإنتاج التجاري من خلال شبكة من الشركات. ومن أكثر الأبحاث المنشورة التي كشفت ذلك، دراسة اضطلع بها والتر باويل ومتعاونون آخرون. ترسخت فوائد هذا النظام جيدا عام 1996، لذلك فإن شركة ميرك تخلفت بضع سنوات عن الركب الذي انضوى تحت هذا التحول. فالفائدة من الجمع بين القرب لمواقع الشركات التي تقوم بالأبحاث مع مكانة مركزية في التحالفات هو أمر موثق في أبحاث أجراها ويتنجتون وأوين سميث وباويل. يؤكد ذلك أن شركة ميرك لا تحتاج لأن تكون في المكان المناسب فحسب بل عليها أن تتمتع بالارتباطات الصحية والتحالفات المناسبة. يستغرق الحصول على المجموعة المناسبة من التحالفات وقتا أطول من عملية بناء مركز ابتكار، لذلك لا يوجد ما يضمن نجاح استراتيجية "ميرك" الجديدة في وقت كاف بالنسبة لهم. ونظرا لأن "ميرك" احتاجت إلى سنوات عديدة لمواكبة ما اعتبره الباحثون والشركات الأخرى سبيلا جيدا لتحديد مواقع الأبحاث، فمن الصعب توقع إصغاء الشركة للنصائح حول كيفية بناء التحالفات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي