رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


لقاء الملك بالأدباء .. التغيير يبدأ بالعقول

"وعليكم واجب كبير في جمع الكلمة، ووحدة الصف، وتنوير الأمة، وعلينا أن نكون متفائلين، رغم الظروف المحيطة بنا، ومع تضافر الجهود والعزيمة سوف نخرج جميعا من هذه الأزمات".
كانت هذه كلمات المضيئة والعظيمة هي لخادم الحرمين الشريفين -سلمه الله تعالى- التي ألقاها على أرباب المحابر، وصناع الرأي العام في العالم العربي، وهم ضيوف "الجنادرية 30" المهرجان الوطني للثقافة والتراث.
رغم أن الواقع العربي، يفرض على القلوب اليأس منه، ويثير في النفوس كراهيته، ويغري كل من ينتسب إليه بالبراءة منه، فكل شيء فيه يبعدك عن عقلك، ويقينك، ونفسك. أقل صورة له هي صورة المقابر التي لا تتوقف عن ابتلاع ضحايا الكراهية، والتحريض، والقتل من أجل لا شيء.
على الرغم من هذا كله تكلم خادم الحرمين عن مساحة ممتدة من اليقين، قابضا على رجاء عريض أن المستقبل سيكون أفضل مما نحن فيه، وخيرا مما نحن عليه، وأن الخروج من هذه الأزمات مجتمعة، لن يكون بالحلول السياسية وحدها ولذا جعل صناع الرأي أمام ضمائرهم، ومسؤولياتهم الكبرى، وأمام هذا الواجب الكبير والثقيل، أن تتيقظ وتوقظ، وأن تستبصر وتبصر، وأن ترى وتُري، وأن تستنير وتنير، وتستهدي للمشتركات وأن تهدي القلوب والعقول إليها. "في جمع الكلمة" و"وحدة الصف" و"تنوير الأمة". الطائفة حين تسيس تتحول إلى آلة قتل، والقبيلة حين تنفلت من عقال الوطن تتعالى عليه، وتحتقره، والسياسة تحتاج إلى محتوى أخلاقي رفيع، لتحمي كرامة الإنسان وحريته. والقيام بالعدل بين الناس، كانت الكلمات على قلتها شافية وبالغة الحضور والقوة.
وفي صالة فندق الضيافة أخبرني الكاتب السياسي جهاد الخازن عن الملك الذي كان يتصل من سنوات متقادمة جدا لتصحيح خطأ المعلومة، ويعلق على الرأي، في حرص من لا يفوته مقالات كبار المفكرين والكتاب في جريدة الحياة.. وروى وقائع فيه طبيعة القارئ الشغوف، والمثقف الذي تثيره الفكرة وتستفزه لحوار أو تعليق أو متابعة.
في ظلال هذه الضيافة الكريمة وبكل صدق وأمانة، كانت كل التفاصيل شديدة الذكاء، وجميلة التنسيق، والإعداد رفيعا، والجميل ربما ثلاثون الجنادرية.. مثل نضج الاكتمال للتجربة، والقائمون بإخلاص ظاهر على إنجاحها، وتقديم الصورة الحضارية الواعية التي بلغتها المملكة وانتهت إليها.
ونحن نصغي للضيوف الكبار للجنادرية 30 كان الشعور بالامتنان، والشكر الصادق لنجاحه وتميزه، وتتدفق التفاصيل الجميلة فيه، بهذا القدر العظيم من التنوع، وهذا القدر المتعمد في جمع كُتاب الشرق والغرب على ضفاف ثقافتنا وتراثنا وواقعنا الذي نتلمس فيه القبض على أيسر سبل الترقي، وأعظمها ثباتا، واستقرارا وهي صناعة الإنسان، وإقامة العدل فيه، ودوام رجاء الخير منه. بصلاح عقله وقلبه وهذه رسالة في غاية النبل والكرم والإنسانية لهذا الحفل الوطني السنوي للثقافة والتراث.
شكرا لكل الصادقين، ولكل المخلصين، ولكل العقول، ولكل من أسهم في نجاح هذه التجربة وإنضاجها بالصورة العظيمة التي تحققت وعلى رأسهم الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني -سلمه الله ورعاه-. لرعايته الكريمة وكل أعوانه المخلصين الذين قدموا كل هذه الجهود الهائلة في زهد من الظهور وعدم طلب الشكر من أحد.
لهم جميعا عظيم الشكر والامتنان لهذا النجاح الكبير والمتميز.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي