السعودية .. أفعال لا أقوال

مع كل عملية إرهابية إجرامية تنفذها "داعش" في السعودية يزداد المجتمع ترابطا وحبا ولحمة، بالأمس شاهدنا توافد جموع من المواطنين من عديد من مناطق المملكة لتقديم واجب العزاء لأهالي ضحايا العملية الإرهابية، التي طالت مسجد الرضا في الأحساء، مبدين حزنهم وتعاطفهم وكأن المصاب مصابهم.
يدرك السعوديون في كل مناطق وطوائف السعودية أن الإرهاب لا يستهدف منطقة بعينها ولا طائفة بعينها، بل يستهدف الوطن الكبير "السعودية" ومن هنا يولد التماسك والتعاضد ويزداد مع كل عملية إرهابية، فالإرهاب لم يزدنا منذ أولى عملياته في عام 1995 في "عليا الرياض" إلا لحمة وتعاضدا. الإرهاب الذي طالت يده الغادرة محافظة الأحساء الجمعة قبل الماضي لم تسلم منه أي مدينة سعودية، هو ينظر للجميع في جميع مناطق المملكة كخصم وكعدو لا يفرق بين أحد حتى الركع السجود في بيوت الله لم يسلموا منه واستهدفهم أكثر من مرة. للسعودية تجارب في الحرب على الإرهاب ولن نقلق منه وسنحاصره ونجتثه من جذوره كما فعلنا في أكثر من مرة، ولعل آخرها ما حدث لتنظيم القاعدة في السعودية مطلع العقد الماضي، الذي ضربته أيدي رجال أمننا الأبطال، وأوقعت أفراده ما بين قتيل وسجين منهم من لقي جزاءه ومنهم من ينتظر مصيره.
السعودية لم تحارب الإرهاب على أرضها فقط، بل أسهمت في الحرب العالمية ضده، وأحبطت أكثر من عملية إرهابية في أكثر من دولة بشهادة الجهات الأمنية في عدد من الدول، وبتصاريح من رؤساء عديد من دول العالم، ولعل آخرهم رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون الذي أثنى على الأجهزة الأمنية السعودية، وقال إن له أيادي بيضاء على بلاده من خلال إحباط أكثر من عملية كادت أن تضرب الأراضي البريطانية.
حتى بعض دول العالم ومن بينها دول عظمى تتقاعس عن القيام بمسؤولياتها في الحرب ضد الإرهاب، أعلنت السعودية بالأمس وعلى لسان العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع عن استعداد السعودية للتدخل البري في سورية لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي والقضاء عليه متى ما عزم قادة دول التحالف الدولي على محاربته، وهي تعطي إشارة للجميع عن جديتها وعزمها على القضاء على الإرهاب، والمساهمة بقوات برية على الأراضي السورية رغم انشغال قواتها في الدفاع عن حدودها الجنوبية ومساندة قوات الشرعية في اليمن لاستعادة الأراضي التي دنسها إرهاب الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع صالح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي