رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


كفاءة المتحدث الرسمي

أصبحت الأخبار والتقارير التي تتناولها وسائل الإعلام التقليدية “الصحف والإذاعة والتلفزيون” مادة تغري بالحديث عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. خاصة إذا كان هذا الخبر مثيرا أو يتعلق بشأن يشكل مصدر اهتمام مشترك للمجتمع.
وفي بعض الأحيان يختلط الخبر بالشائعة ويتلون. هنا تغدو مهمة التأكد من مصداقية الخبر مسألة ضرورية، ويتشارك في المسؤولية: ناقل الخبر “الإعلامي”، والوسيلة الإعلامية، والجهة التي يتعلق بها الخبر “المتحدث الرسمي”.
هناك إشاعات كثيرة وجدت صدى في المجتمع بسبب تراخي واحد من الأطراف الثلاثة. وفي غالب الأحيان يكون المتحدث الرسمي هو الذي يتحمل عبء هذه الإشكالية.
يجد المتحدث الرسمي نفسه بين مطرقة الإعلام، الذي يريد إفادات عاجلة، وسندان الجهة التي يعمل فيها، التي يكتنف عملها البطء والروتين.
إن نشر الخبر دون وجود رأي الجهة المعنية، قد يضع المنشأة في حرج، وتتحول جهودها من تقديم توضيحات ــــ فيما لو تم الرد قبل النشر ـــ إلى محاولة إيقاف كرة الثلج، لأن الخبر وقتها يتحول من قصة صحافية منشورة في وسيلة، إلى مادة يتداولها الرأي العام في الفضائيات وفي وسائل التواصل الاجتماعي. دوما أستشهد بمثال يتعلق بالحكم بالسجن على شخص مدة طويلة لأنه سرق رجل دجاجة. وفي التفاصيل التي نشرتها صحيفة، ونالت تعليقات من بعض الكتاب، وتناولتها فضائيات : إن المتهم دخل مطعما وطلب ربع دجاجة ورفض دفع الثمن فجاءت الشرطة وقبضت عليه وتم الحكم عليه بالسجن عدة أعوام. تدحرج الخبر وقتها وتحول إلى قضية كبيرة، أساءت إلى مجتمع بأكمله وأجهزته الرسمية. بعد أشهر طويلة صدر التوضيح : الرجل تم القبض عليه بسبب إشكالية مع مطعم، لكن اتضح أنه مجرم مطلوب في قضايا سرقة واعتداءات عدة.
ربما لم يتنبه الناس للتوضيح؛ ولا للاعتذار الذي قدمته الصحيفة، ويصعب تغيير الصورة الذهنية لدى الناس، بشأن الرجل الذي تم سجنه بسبب رجل الدجاجة.
هناك نماذج عدة تشبه هذا الموضوع. وهذا يعزز دور المتحدث الرسمي، وحصوله على صلاحيات تخوله بالرد السريع على أي استفسار.
الوسيلة الإعلامية قد تنتظر يوما أو يومين وربما أسبوعا، لكنها حتما لن تتوقف عن النشر، إذا كان لديها جزء موثق من القصة. وفي حالة التخاطب الرسمي مع الجهة الرسمية، وتمنعها أو تأخرها عن الرد، يغدو اعتراض هذه الجهة على النشر ضعيف.
لا بد أن تعطي المنشآت الحكومية للمتحدث الرسمي مرونة في الحركة، إذ إن تقييده يتعارض مع الهدف الذي من أجله تمت تسميته متحدثا رسميا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي