رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


كم يمنيا ولبنانيا يعملون في إيران؟

كم يمنيا يعمل في إيران؟ وكم لبنانيا يعمل في إيران؟ سؤال تردد في نفسي بشأن انعكاسات دعوى إيران بحرصها على تنمية هذين البلدين إذا كان الحرص الذي تبديه صحيحا، والإجابة التي توصلت إليها أنه لا أحد يعمل في إيران من اليمن أو من لبنان.
في بلادي السعودية يعمل نحو مليون و800 يمني ونحو 200 ألف لبناني وهذا يعني أن السعودية تسهم في معالجة مشكلة البطالة في البلدين كما أنها تضخ مليارات الدولارات سنويا في الاقتصادين اليمني واللبناني من خلال تحويلات العاملين من البلدين، التي تشكل مصدرا كبيرا للعملات الصعبة في هذين الاقتصادين غير المستقرين اللذين يعتمدان بشكل كبير على تحويلات المغتربين.
يقول الكاتب فضل البوعينين إن اليمنيين العاملين في السعودية يضخون نحو ملياري ريال (533.3 مليون دولار) في جسد الاقتصاد اليمني شهريا، وإن الأموال المحولة إلى اليمن تعد من العملات الصعبة التي تدخل إلى البنك المركزي اليمني وبالتالي تحقق ثلاثة أهداف رئيسة، هي: دعم الأسر في اليمن، ودعم البنك المركزي اليمني الذي يحتاج إلى أموال يمكن أن تساعد في استقرار الريال اليمني والحكومة في توفير الأموال اللازمة لدفع تكلفة الاحتياجات والاستيراد من الخارج، إضافة إلى أن هذه الأموال تعد سيولة في السوق اليمنية لدعم الاقتصاد بشكل مباشر وغير مباشر.
وتشير البيانات إلى أن نحو ثلاثة ملايين يمني يعملون في دول الخليج العربي الست بهدف تحسين مستوى معيشتهم وإمداد عائلاتهم بالتحويلات المالية وسط صعوبة توافر فرص العمل في أسواقهم المحلية وأن تحويلاتهم تفوق سنويا ضعفي الفائدة التي تحصل عليها الدولة من تحرير التجارة والمساعدات الخارجية والإعفاءات من خدمة الديون
أما تحويلات اللبنانيين العاملين في دول مجلس التعاون فقد بلغت حسب توقعات رئيس جمعية رجال الأعمال اللبنانيين الذي نشرته صحيفة "النهار" نصف تحويلات المغتربين إلى لبنان التي قدرت بـ 8.9 مليار دولار لعام 2015.
وطبعا يمارس كثير من اليمنيين واللبنانيين التجارة وفق القواعد المسموح بها نظاما أو من خلال التستر التجاري ولديهم استثمارات كبيرة تحقق كثيرا من الإيرادات التي تتنامى سنويا، ويعيش أفراد الجاليتين اليمنية واللبنانية في السعودية في أمن وأمان كإخوة للمواطنين السعوديين الذين يتمنون كما هو حال القيادة السعودية للشعبين وبلديهما الاستقرار والنمو.
الحكومة السعودية من جهتها بطبيعة الحال ومن خلال الهبات والدعم المباشر أو من خلال الصندوق السعودي للتنمية تدعم مشاريع الدولتين مساهمة منها في تنمية البنى التحتية والأصول الرأسمالية للدولتين كالمدارس والجامعات والمستشفيات التي تصب جميعها في مصلحة المواطن اليمني والمواطن اللبناني بالمحصلة.
وبطبيعة الحال لا منة في ذلك فالسعودية بلاد العروبة والإسلام وتعمل على تحقيق الاستقرار والتنمية في البلدان العربية والإسلامية بكل الوسائل المتاحة حتى إن كانت التضحيات كبيرة.
ماذا ترسل إيران للبلدين في المقابل؟ كلنا يعلم أن إيران ترسل للبلدين التطرف الطائفي والسلاح بجميع أنواعه فهي ترسل كل ما من شأنه ترسيخ طائفيتها وعنصريتها في هذين البلدين بالتواصل مع شيعة البلدين بدعوى مظلوميتهم لتؤسس على القواعد الطائفية التي ترسخها وتنميها أحزاب شيعية طائفية مدعومة بميليشيات عسكرية مسلحة لتنفيذ أجندتها السياسية الخفية.
البعض يقول إن السعودية لديها تطرف ديني وإنها تدعم التطرف في العالمين العربي والإسلامي ولكنها دعوى دون دليل فأين الأحزاب السنية التي دعمتها السعودية؟ وأين الميليشيات السنية التي تدعمها السعودية؟ وأين رموز التطرف الديني في الدول العربية والإسلامية الذين تدعمهم السعودية؟ لا شيء من ذلك، والواقع يقول إن السعودية تحارب الأحزاب المتطرفة ولا تتعامل مع ما هو غير رسمي في أي دولة كانت.
وكما يقول العالمون ببواطن الأمور فإن إيران تدعم ومن أجل إيجاد الفتنة في المنطقة التي تضعف الدول وتستنزف مواردها حتى المتطرفين السنة وتدعم تأسيس منظمات إرهابية وتحفزهم لتنفيذ عمليات إرهابية مثيرة لغضب الشيعة العرب كي يتقاتلوا مع إخوانهم السنة العرب وتهجيرهم كما في العراق بدعوى محاربة الميليشيات السنية المسلحة التي تدعمها إيران في السر، ولقد صرح بذلك مسؤولون عسكريون عراقيون حين تتبعوا مصادر دعم وتسليح وتمويل القاعدة بالعراق فوجدوا عملاء إيرانيين يفعلون ذلك وعند مواجهتهم بذلك قالوا إن ذلك متعلق بالأمن القومي الإيراني.
من الواضح أن الشعب اليمني العربي المسلم الأصيل انحاز في أغلبيته إلى الجانب السعودي في حربه ضد الإرهاب الذي تقوده إيران في المنطقة وساند الحكومة اليمنية الشرعية التي تدعمها السعودية لاستعادة السيطرة على كامل الأرض اليمنية والتخلص من مشروع الحوثي الطائفي الممثل للهيمنة الإيرانية، الذي ما إن سيطر على صنعاء حتى أعلن مسؤول إيراني أنهم سيطروا على أربع عواصم عربية.
والسؤال أين الشعب اللبناني من هذه المواجهة؟ أين الشعب اللبناني من فهم الواقع؟ أين الشعب اللبناني من مناصرة داعميه من دول الخليج وعلى رأسهم السعودية؟
لقد باتت مواقف الدولة اللبنانية في المحافل الدولية أكثر من سلبية حيال السعودية في مواجهتها للمشروع الإيراني الطائفي التفكيكي الاستنزافي للمنطقة، حتى بات البعض يخشى غضبة خليجية تؤدي إلى ترحيل اللبنانيين من المنطقة، وهو أمر مستبعد لأن دول الخليج تفرق بين الأحزاب المتغولة وطغيانها وبين الشعب المسالم المغلوب على أمره، ولكن يجب أن تكون لهذا الشعب وقفة تتناسب وعروبته وشهامته وكرامته ووفاءه.
ختاما: كلي أمل أن يدرك الشعبان اليمني واللبناني بجميع طوائفهما بمن في ذلك المنتمون إلى المشروع الحوثي ومشروع حزب الله أن السعودية لا تريد في بلديهما إلا الاستقرار والتنمية والاستقلالية للبلدين، وأتوقع من الشعبين أن يستوعبا الحدث وأن يبذلا الجهود لحماية بلديهما من الأفعى الفارسية التي باتت تنشر سمومها في العالمين العربي والإسلامي بشكل علني.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي