رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


أعداء المملكة

تبذل المملكة جهدا كبيرا من أجل تحقيق توازنات مطلوبة بين استحقاقات الداخل والخارج. وليس جديدا الاعتراف بأن التحديات التي تواجه بلادنا شرسة، وهناك خصوم في الخارج يتربصون ويتمنون التأثير في أصدقاء المملكة في الخارج، وتحويل هذه الصداقات التي تمتد لعشرات السنين إلى عداء.
وهم يعتمدون من أجل ذلك، على تسويق معلومات مغلوطة، وتحريك لوبي يتولى طرح أسئلة يتم تلوينها وخلطها بمغالطات لا تغيب عن عين المنصف.
لكن صناعة الرأي العام وتشكيله، تكتنفها أحيانا ألاعيب وحملات وأموال يبذلها الخصوم هنا وهناك. ويخدم هؤلاء جيوش في «تويتر»، تنبش التاريخ، وتعيد قراءة الماضي بانتقائية وخصومة فاجرة، ومثل هذه القراءات الاعتباطية تنطلي على البعض. إذ لا يسوغ أبدا قراءة حالات تاريخية معينة أو نصوص مع فصلها عن سياقها الموضوعي وإطارها الزمني.
قلت في جلسة نقاش مع عدد من الأصدقاء، وكنا نستعرض نماذج مما ألمحت إليه هنا: دعنا ننظر إلى التاريخ الأمريكي على سبيل المثال، .. ماذا لو حاولنا استدعاء بدايات التأسيس والأدبيات التي صاحبت ذلك، سواء ما يتعلق بمسألة الرق، أو حتى قضية إفناء الهنود الحمر. هل تعكس هذه الصورة المجتزأة الروح الأمريكية ومنجزاتها التي تحققت؟ الأمر نفسه ينطبق على ألمانيا وكذلك اليابان ...إلخ.
إن أي قراءة تتعمد القفز على التاريخ، متجاهلة التغير والتبدل والتطوير الذي يشهده العالم، لا يمكن وصفها بالاعتدال والموضوعية.
يقول الخصوم الموتورون، إن «داعش» وليدة الفكر السائد في بلادنا. وهذه مغالطة لا يقبلها عاقل. فالغلو لا يمكن تعميمه على أمة كاملة. و«داعش» حالة ظلامية تنتقي الشاذ من الأقوال، وهي كما أنها تستقطب شبابا من المملكة، تستقطب شبابا وفتيات من العالم أجمع بما في ذلك أوروبا وأمريكا. ثم إن المملكة كانت من أوائل الدول التي خاضت معارك شرسة مع القاعدة و«داعش».
إن المأمول من أهل العلم أن يكونوا عونا للدولة من خلال تهذيب الخطابات التي تصدر، وجعل هذه الخطابات تتسق مع الواقع الذي تعيشه المملكة، ذلك الواقع الذي أوجد تنمية وتحضرا ومعاصرة مشهودة، مع عدم التخلي عن الهوية الإسلامية الوسطية المعتدلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي