رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


هل توقف مطرقة الحزم عبث إيران؟

منذ أن قامت الثورة الإيرانية، والمنطقة العربية، خاصة دول الخليج العربي تعاني السلوك الذي تمارسه إيران الذي يفتقد الحد الأدنى من احترام حق الجوار، وحق أخوة الإسلام الذي ترفع إيران شعاره، كما في اسمها. منذ اللحظات الأولى للثورة رفع شعار تصدير الثورة، وقامت بأعمال تحرش في دول المنطقة، تمثلت في الاعتداء على العراق في حرب استمرت ثماني سنوات خسرت فيها الدولتان كثيرا من الأرواح، والثروات، وأثرت في خطط التنمية. لكن ما إن انتهت الحرب، حتى بدأت بسيناريو جديد تمثل في أعمال الشغب التي مارسها الحجاج الإيرانيون مع ما صاحب ذلك من إرباك لمناسك الحج.
وبعد سنوات من الهدوء الظاهري إلا أن الأعمال السرية أصبحت هي السمة البارزة لسياسة إيران، حيث عمدت إلى تأسيس خلايا في دول المنطقة، مع ما صاحب ذلك من تدريب عسكري، وضخ ثقافي أيديولوجي يستهدف زيادة المرتبطين بها، وبمشروعها الذي تسعى لتعميمه على شعوب، ودول المنطقة. وما حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، والوفاق في البحرين إلا أبرز مثال على نتائج العمل السري الذي قامت به إيران.
السياق التاريخي لأعمال التخريب في المنطقة لم يتوقف عند سنوات بداية الثورة لكنه ظهر بشكل بارز في السنوات الأخيرة في البحرين، والتي اضطرت معها دول مجلس التعاون الخليجي إلى إرسال درع الجزيرة لدعم الحكومة الوطنية، وإخماد أعمال الشغب، لكن الأمر لم يقتصر عند هذا الحد، بل امتد نشاطها التخريبي إلى سورية في دعم عسكري، وسياسي مكشوف للنظام الطائفي البشع، ضاربة المبادئ والقيم الإسلامية، والإنسانية عرض الحائط، حتى أن ما تقوم به ميليشياتها، وحرسها الثوري تقشعر منه الأبدان، وتنفر منه النفوس السوية.
ترى لماذا تقوم إيران بكل هذا الأذى في حق المنطقة وشعوبها؟! من استقراء التاريخ والإنتاج الأدبي، والثقافي، والإعلامي، وسياسات إيران يتوصل المراقب والمحلل السياسي إلى أن هدف إعادة بعث الإمبراطورية الفارسية التي يلوم الإيرانيون العرب على إسقاطها هو الهدف النهائي الذي تسعى إلى تحقيقه، بتوظيف الإمكانيات كافة، والأساليب، بغض النظر عن بشاعتها، ومنافاتها لحقوق الإنسان.
سياسات إيران على مدى ما يقارب 40 عاما لا يمكن فهمها بمعزل عن الفكر الذي يتبناه قادة إيران الذين ينظرون بازدراء واحتقار للعربي باعتباره بدويا، جاهلا، متخلفا، لا يمكن قبول سيادته، وتفوقه، ولذا لجأت ضمن استراتيجيتها إلى رفع شعارات براقة لكن ليس لها أي قيمة في واقع الحال، بل إن السلوك الفعلي يتناقض معها، فشعار جمهورية إيران الإسلامية، لا وجود له على أرض الواقع، كما أن الدفاع عن المظلومين، ثبت كذبه، وما حدث، ويحدث في سورية يؤكد الانحياز للظالم، والمساهمة في قتل الأبرياء بالسلاح والتجويع.
أما شعار الشيطان الأكبر، والعداء له، إضافة إلى شعار إزالة إسرائيل من الوجود الذي صدع المسؤولون الإيرانيون رؤوس العرب والمسلمين به انكشف زيفه، بتواطؤ إيران مع أمريكا في الحرب على أفغانستان، وألويتها التي دخلت كابل، قبل الأمريكيين، أما دورها في احتلال العراق، وتمزيقه طائفيا، وتحويله إلى ساحة حرب، وإرهاب، فأمر أدلته تنقله شاشات التلفزيون على مدار الساعة.
استراتيجية رسم مواقع متقدمة تمثل في النشاط الدبلوماسي لسفاراتها في الدول الإسلامية، من خلال النزول للميدان، والتقرب من الناس، وتقديم بعض المساعدات، إضافة إلى استقطاب الطلاب من دول عدة للدراسة في الجامعات والحوزات بهدف عودتهم إلى أوطانهم ليكونوا ممثلين لسياساتها في أوطانهم، وما خلية نيجيريا التي استهدفت قائد الجيش إلا مثال بسيط، أما الحوثي وما فعله في اليمن من جرائم، واعتداء على المملكة، فدليل دامغ على الإعداد المبكر لبؤر التوتر، والفتن، حيث درس بدر الدين الحوثي وهيئ في إيران ليمارس الدور المرسوم له.
سياسة الحلم، والتؤدة، وحفظ حق الجار التي تمارسها دول الخليج، وبالأخص المملكة قرأتها القيادة الإيرانية باعتبارها علامة ضعف، وتردد، ما زاد في تماديها، وتجاوزها كل الخطوط الحمر، وارتكابها كافة المحرمات، في حق جيرانها، وفقدت المصداقية، وتخلت عن قيم التعامل الحضاري، والمعاهدات الدولية، حين أحرقت القنصلية في مشهد، والسفارة في طهران.
ما من شك أن تمثل المملكة قول الشاعر في تعاملها مع إيران:
وذو ضغن قلمت أظفار ضغنه
بحلمي وهو ليس له حلم
ليس مع من يفهم هذه اللغة، ولذا فإن رد الفعل الحازم الذي أقدمت عليه المملكة، بعد إحراق السفارة والقنصلية، هو اللغة المناسبة، ولعل من المناسب إحداث تعديل في البيت ليكون على النحو التالي:
وذو ضغن قلمت أظفار ضغنه
بحزمي وهو ليس له حزم

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي