رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


إيران هي المشكلة

موجات التطرف السني والشيعي التي اجتاحت العالم، تعززت شرارتها الأولى مع قيام الثورة الإيرانية وإسقاط شاه إيران. بدأ العالم يتلمس خطابا تعبويا يرتبط بتصدير الثورة، تزامن ذلك سنيا مع احتلال الحرم المكي من قبل جماعة جهيمان، وتنامي خطابات التطرف في مصر والجزائر وتونس وسواها. كان مطلع ثمانينيات القرن الماضي، فاتحة التطرف الجديد، الذي سيؤسس لاحقا لما نشهده اليوم.
بدت الحرب بين العراق وإيران آنذاك ذات نفس طائفي؛ وكان العراق الذي آذته الاستفزازات الإيرانية وقتها يستحضر ما أسماه الخطاب الإعلامي العراقي قادسية صدام، في حين كانت إيران تتوكأ على خطاب مضاد يستحضر المظلومية والحلم بنقل ما حدث في إيران إلى الجوار الخليجي.
وفي نسق واحد جاءت ميليشيات إيرانية إلى مكة بزعم أداء الحج من أجل إثارة شغب وقتل في مكة المكرمة، ثم توالت أحداث إرهابية في السعودية وسواها ثبت أن إيران متورطة فيها.
كان تنظيم القاعدة السني المتطرف ينشط حينها في أفغانستان والشيشان والبوسنة... إلخ. وبعد ظهور مشكلة الأفغان العرب إثر الضربات الأمريكية الانتقامية ضد القاعدة في أفغانستان، كانت إيران المأوى والملاذ لكبار قيادات القاعدة وعائلاتهم.
هذا الاحتضان للتطرف والمتطرفين واكبه استجلاب عشرات الآلاف من الدارسين العرب صوب قم. كانت الدراسة هناك تعيد صياغة المفاهيم والعقول. بدأت تتغير الأيديولوجيا الدينية بشكل ملحوظ لدى أولئك الدارسين. هكذا تشكلت جيوب تطرف شيعي في دول الخليج العربي والجزيرة العربية وحتى مصر والمغرب. تنبهت بعض الدول، وتابعت بارتياب هذا الغزو الثقافي الذي يتوسل بالشأن الطائفي لتحقيق تغول سياسي، سوف نرى نواته تظهر في البحرين أولا وبعد تصدي قوات درع الجزيرة للأمر، جاءت المواجهة في سورية واليمن.
كانت الأيادي الإيرانية تطغى على المشهد الذي يريد اختطاف العالم العربي وتفجير الكراهية بين الأطياف. هيمنت إيران على العراق، وأرادت تكرار السيناريو في أماكن أخرى.
كانت إيران تستفيد من القاعدة وداعش، بالتوسل بخطاب الكراهية الصادر عنهما لتجميل صورتها. نجحت في بعض الأحيان، وفشلت في الأغلب.
القصة طويلة يصعب اختزالها في سطور، لكن من الضروري العودة دوما إلى الجذور: إيران هي المشكلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي