رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


حكومة الملالي الإيرانية .. واللعب بالنار

غرد الإعلامي المصري عماد الدين أديب بتغريدتين كتب في الأولى "نمر النمر مواطن سعودي عاقبه قضاء بلده، فما دخل خارجية إيران حتى تهدد الدولة السعودية بأن تدفع الثمن باهظا على القصاص منه.. عاشت السعودية"، وكتب في الثانية "نمر النمر مواطن سعودي استحق العقوبة من دولته، فلم الغضب من إعدامه يا إيران! غضبك دليل قاطع على أنه ذنب من أذنابك".
على بساطة هاتين التغريدتين إلا أنهما شرحا ببساطة الموقف الإيراني غير المبرر حيال مواطن سعودي عاقبته بلاده، سوى أن هذا المواطن ينتمي لهم فكرا وفعلا وهو جزء من مخططاتهم التخريبية في المنطقة العربية بحجة نصرة أتباع المذهب الشيعي في الدول العربية الذين يعانون المظلومية كأقليات، رغم أن كل الدول العربية تعاملهم كمواطنين لهم حقوق المواطنة وعليهم واجباتها.
وفق الأعراف الدولية نفهم أن دولة تغضب لإعدام أحد مواطنيها من قبل دولة أخرى لأي سبب كان، ونتفهم دفاعها عنه بالوسائل كافة التي يجب أن يكون على رأسها الوسائل القانونية المتعارف عليها في تلك الدولة، إذ لا يمكن لدولة أن تدافع عن أي من مواطنيها بشكل مبرر إذا ارتكب مخالفات صريحة لأنظمة الدولة الأخرى، فالقانون يطبق عليه وعلى غيره إذا ارتكب أن نوع من أنواع المخالفات.
نتفهم أيضا أن تدافع دولة عن مواطن يحمل جنسيتها إضافة إلى جنسية بلاده الأصلية، كما قامت بذلك كندا عندما دافعت عن المصورة الصحافية الكندية الجنسية الإيرانية الأصل زهرة كاظمي التي قتلتها سلطات الأمن في طهران بعد أن سجنتها وهي تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، ونشأت عن ذلك أزمة كبيرة في العلاقات الإيرانية ــ الكندية أدت إلى إغلاق السفارة الكندية في طهران في أيلول (سبتمبر) 2012، ونبهت آنذاك على أثرها كندا جميع المواطنين مواطنيها والمقيمين على أراضيها من أصول إيرانية بعدم زيارة وطنهم الأم لأي سبب من الأسباب.
وما نعرفه جميعا أن نمر النمر لا يحمل الجنسية الإيرانية ولو حملها لسقطت عنه الجنسية السعودية، لأن السعودية تمنع على مواطنيها ازدواج الجنسية كما هو حال بقية دول مجلس التعاون التي تمنع ذلك أيضا، وبالتالي ما دخل إيران بإعدام نمر النمر الذي أُعدِم بالتزامن مع إعدام 46 إرهابيا آخرين في قضايا إرهاب وتآمر بت بها القضاء السعودي وفق معاييره والمعايير الدولية للقضاء العادل؟
مهما كانت الحجج والتبريرات ومهما تحدث من تحدث عن عدم استحقاق نمر النمر عقوبة الإعدام لا يمكن أن يصدق عاقل أن انفعال إيران والرموز السياسة من الطائفة الشيعية في الدول العربية الذين يدورون في فلك المشروع الطائفي الإيراني لا يمكن أن نصدق سوى الحقيقة التي باتت جلية وواضحة أكثر مما هي عليه قبل إعدامه، إذ لا يمكن أن تكون هذه الغضبة وهذه التداعيات إلا لابن بار للمشروع الإيراني الذي يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار السعودية والمنطقة واستنزاف ثرواتها لتكون ضعيفة أمام أطماع الفرس بالهيمنة على منطقة الشرق الأوسط لحاجة في أنفسهم.
الأدلة لا تعد ولا تحصى على لعب إيران بالنار التي نسأل الله أن تطولها وتحرق مشروعها والقائمين عليه، وأن تصطلي بتدبيرها لتفكيك الدول العربية إلى دويلات طائفية وينقلب السحر على الساحر لتنال قسطها الوافر من التفكيك إلى دويلات عرقية، وهو أمر غير مستبعد خصوصا أن جميع الأعراق غير الفارسية في إيران (الكرد، العرب، التركمان، الأذر، البلوش) يعانون الأمرين ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية حتى وإن كانوا معتنقين للمذهب الشيعي الإثني عشري، الأمر الذي يثبت أن إيران لا يهمها نصرة معتنقي المذهب الشيعي في الدول العربية بقدر ما يهمها امتطاؤهم للوصول إلى غاياتها، وإلا فلماذا تزدري الشيعة لديها من غير العرق الفارسي وتعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية، ولذلك انطلقوا في مطالباتهم ومظاهراتهم وثوراتهم كما هو حال العرب الأحواز الذين يطالبون بالاستقلال عن إيران.
حكومة ملالي إيران الطائفية حتى النخاع باتت وبالا على الشعب الإيراني بأعراقه كافة، كما باتت وبالا على المنطقة كافة لأنها تريد أن تفرض مبادئ ثورتها الأيديولوجية على شعوب المنطقة كافة من خلال فكرة الولي الفقيه ووكلائه في جميع الدول من الطائفة الشيعية، الذين انجرف بعضهم وراء المشروع الفارسي وغروا بشعاراته. نعم فنحن نشعر ونلمس غضب الشعب الإيراني الذي يتوق للحرية وللحياة المدنية والتنمية والخروج من حالة الديكتاتورية المغلفة بغلاف الانتخابات الصورية التي تخضع للولي الفقيه.
كما أننا نعيش في العراق وسورية واليمن ولبنان مآسي المشروع الإيراني الذي فتت هذه الدول وقسمها إلى شيع يذيق بعضها بأس بعض فهلك الحرث والنسل وحل الدمار بديلا للعمار ومات الناس جوعا من الحصار في مناطق عراقية وسورية ويمنية بعد أن كانت شعوب هذه الدول من جميع الطوائف تعيش بوئام وسلام دون نزاعات وصراعات طائفية ودون طقوس وثنية على مدار السنة.
يقول أحد المفكرين: إيران خطر على الشيعة العرب، وأقول بل إنها خطر على الشيعة العرب وغير العرب لأنها أدخلتهم في حروب وصراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل وعزلتهم عن محيطهم الاجتماعي لمصلحة أجنداتها الخبيثة للسيطرة على المنطقة واستنزاف خيراتها، ولا شك أن كثيرا من إخواننا الشيعة العرب يدركون هذه الحقيقة ويرفضونها، ولكن القلة القليلة التي تدور في فلك المشروع الفارسي تعمل على توريط الأغلبية وحشدها ضد أوطانها ومواطنيها.
ختاما: كلنا ثقة بحكومتنا الرشيدة بقطع رأس الأفعى الفارسية مهما علا صوت كهانها وأتباعهم من الخونة العرب، ونضع أيدينا في أيدي قادتنا رعاهم الله لاستكمال مسيرة العزم والحسم ــ بإذن الله ــ ونقول لهم وفقكم الله ولا تأخذهم رأفة في تنفيذ الأحكام القضائية العادلة فيمن يثبت بحقهم أقوال وأفعال الخيانة أو الإرهاب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي