رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لِم الهرب من المدارس الحكومية؟

جميلة تلك المظاهر التي شاهدناها مع مطلع الأسبوع الجاري في المدراس الحكومية وفي قاعات الاختبارات، فقد تداول الكثير بإعجاب صورة تقديم القهوة للطلاب في قاعات الامتحانات، وصورا للبوفيه المفتوح، وهناك من زاد واستقبل الطلاب بالعود الأزرق "البخور".
كل تلك المظاهر لا شك جميلة على الرغم من أنها شكلية، والهدف منها نزع حالة الرعب والخوف التي تصاحب الكثير من الطلاب عند الدخول لقاعات الامتحانات.. ولكن السؤال المهم: هل كل تلك المشاهد هي كل ما يحتاج إليه الطالب من وزارة التعليم ومن المعلم والمدرسة؟ وهل كل ما ينقص طلابنا هي تلك الشكليات...؟
سؤال آخر: هل يمكن أن تسهم القهوة والبخور والبوفيه المفتوح في هجرة معاكسة من المدارس الخاصة إلى الحكومية؟ وهل يمكن أن تعيد تلك المظاهر ثقة أولياء الأمور بالمدارس الحكومية، وأن يعودوا إليها بعد أن فروا منها..؟
في اليوم الثاني من الامتحانات الحالية، وأنا في طريقي لأخذ ابني من المدرسة، مررت بمدرستين حكوميتين للمرحلة المتوسطة، وعلى الرغم من أن الوقت كان مبكرا، إلا أنني وجدتها قد أغلقت دون وجود الحارس والمعلمين، وعدد من الطلاب على الرصيف المقابل ينتظرون أولياء أمورهم.
وفي المقابل المدرسة الخاصة التي يدرس فيها ابني كانت الأبواب مغلقة، والطلاب في الساحة الداخلية، وعدد من المعلمين موجودون بينهم يراقبون ويفرضون النظام، ولا يمكن السماح للطالب بالخروج من المدرسة ما لم يكن بصحبة ولي أمره، أو أن يكون مسجلا في "النقل المدرسي".
"ربعنا" في بعض المدارس الحكومية ما يصدقون فراغ الطلاب من الامتحانات ليقوموا بإخراجهم وإغلاق أبواب المدرسة، دون أي اهتمام أو شعور بالمسوؤلية أو بالمخاطر التي يمكن أن تطول أطفالا لم تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة وهم في الشوارع وعرضة لتجار المخدرات وغيرهم.
ربما يأتي أحدهم ليقول: وهل تريد منهم القيام بدور المعلم والأب في الوقت نفسه؟ لا يا أخي، لا نريد منهم ذلك، نريد منهم فقط أن يكونوا موجودين في المدرسة وقت الدوام الرسمي، وأن تكون المدرسة ملاذا للطلاب حتى وصول أولياء أمورهم، لكن إغلاقها عند الساعة التاسعة وقبل نهاية الدوام الرسمي بساعات فهنا أمر غير مقبول.
هذا الإهمال وعدم الإحساس بالمسؤولية لدى الكثير من المدارس الحكومية، جانب واحد من جوانب كثيرة دفعت أولياء الأمور للهروب منها واللجوء إلى التعليم الخاص، فمجانية التعليم الحكومي لم تعد مغرية، والقصور يصاحب كل أركانه، بدءا من المعلمين ونهاية بالمباني غير المهيأة للتعليم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي