رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لكيلا ندمر حياة بناتنا

المرأة هي الجانب الأضعف في أي عملية ارتباط "زواج"، وهي من يتحمل غالبية تبعات كل ارتباط "فاشل"، ولا يمكن أن تتخارج منه بسهولة، ولا يمكن أن تتحمل أيضا نظرة المجتمع "القاصرة" للمطلقة، بعكس الرجل الذي يتخارج من كل ارتباط بكل بساطة لأن العصمة بيده ويمكن أن ينفك عنها ويمكن أن يقيدها، وعند الانفصال لا يعيبه الأمر كما لا يعيبه أي أمر آخر ــ وفق مفاهيم تربينا عليها نساء ورجالا.
يمثل الزواج لبعض النساء "حلما"، تقبل إليه مندفعة والسعادة تحيط بها من كل حدب وصوب، ويفاجأ بعضهن وفي الأيام الأولى من الزواج بأنهن أمام شخص "مريض نفسي" أو مدمن مخدرات، وتتحول جنة الزواج التي كانت تحلم بها إلى جحيم لا يطاق.
ما دعاني للكتابة عن هذا الأمر هو اطلاعي قبل أيام على تقرير حول حالات الطلاق الغريبة في المجتمع السعودي خلال 2015، ورغم أن تلك الحالات كتبت من باب السخرية والضحك، إلا أنها مؤلمة وتدل على أن مرتكبها لم يكن إنسان سويا.
من تلك الغرائب هي إقدام زوج على تطليق زوجته وهدم حياتها، لأن شقيقها "مدير القروب في الواتساب" قام بطرد زوجها من القروب، فانتقم من الشقيق بتطليق شقيقته التي لا ذنب لها.. هل يعقل أن يقوم بهذا الفعل رجل سوي ومستقيم؟ ولو أننا أضفنا كشفا على الصحة النفسية في الكشف الطبي ما قبل الزواج هل سيكون حليف الزوج المرور بنجاح؟ لا أعتقد ذلك.
نحن بحاجة في هذا الوقت إلى إدراج الفحص على الصحة النفسية والمخدرات ضمن قوائم الكشف الطبي ما قبل الزواج، للحد من حالات الطلاق المتفشية في مجتمعنا، التي تتسبب أحيانا في تدمير نفسية الفتاة وأسرتها، وللحد أيضا من زج بناتنا وأخواتنا في حياة تشبه "الجحيم".
لا يمكن أن نعتمد على سؤال أقرباء الزوج أو زملائه عند "الخطبة" عن حالته النفسية أو استقامته وسط مجتمع مؤمن غالبيته بمقولة "زوجوه يمكن يعقل"، فالكثير من الأسر تقدم على تزويج ابنها "المنحرف" أو المضطرب نفسيا ليس من أجل إكمال نصف دينه، بل من أجل أن يكون الزواج وسيلة لاستقامته، وكأن الفتاة المخطوبة ما هي إلا "فأر" تجارب يمكن أن تكون سببا في العلاج، دون أي اعتبار لما سيلحق بها من ضرر نفسي قد يدمر حياتها وحياة أسرتها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي