«ألوان السعودية» يا غالي

هل أصبحنا جاهزين للدفع مقابل الدخول إلى معرض للفنون التشكيلية، أو متحف خاص، أو لقاء للتداول والنقاش في شأن ثقافي؟ الفكرة تبدو مثيرة، وهي مطروقة في الخارج، فاللقاءات بالخبراء في الفنون المختلفة لها ثمن، وهذا الثمن تعودنا عربيا أن المؤسسات الرسمية والخاصة تتحمله.
الحقيقة أن فكرة الدفع مقابل الدخول إلى معرض متخصص تصاحبه ورش عمل رغم عدم شيوعها في العالم العربي، ولكنها بدأت تظهر في عدد من دول الخليج العربي ومن بينها المملكة.
وتجربة "ملتقى ألوان السعودية" حالة تحفِّز على الدرس والمراجعة. إذ هل يمكن فعلا الارتهان إلى فكرة دفع مبلغ 50 ريالا للفرد الواحد لزيارة المعرض؟ والرقم يقفز إلى 500 ريال بالنسبة لمن يرغبون في أن يعاملوا باعتبارهم من كبار الشخصيات.
الحقيقة أن هذه الفكرة، كما ذكرت، تفتح الباب مشرعا للسؤال عن تعزيز هذه الثقافة، أو التغاضي عن هذا الأمر في سبيل نشر ثقافة الصورة ورفع الذائقة.
كان هذا الأمر مدار نقاشات مع أصدقاء، بعضهم رأى أن وضع رسم دخول للمعرض سوف يحد من إيصال الرسائل التي يتوخى "ألوان السعودية" إرسالها.
أطراف أخرى كان لهم رأي مغاير، إذ يعتقدون أن وضع الرسوم في مثل هذه المعارض، محفز للمهتمين فقط للحضور والمشاركة، بينما يمثل عائقا أمام المتطفلين.
الحقيقة أن ثقافة الدفع مقابل ارتياد المناسبات، ليست مقصورة على "ألوان السعودية"، هناك مناسبات محلية مثل TED ومناسبات أخرى تتضمن ورش عمل على غرار الورش الموجودة في "ألوان السعودية"، وبالتالي فالدفع كما يراه البعض أمر مبرر.
بين هذا الرأي وذاك، من الإيجابي وجود مثل هذه المظاهر الحيوية، ومن المؤكد أن "ألوان السعودية" أصبح ظاهرة مهمة للغاية، ارتقت بثقافة الصورة، وأشاعت الاحتفاء بالوطن سياحة وتراثا وتنمية. وربما لهذا السبب يتمنى المرء أحيانا ألا يكون المقابل المادي عائقا عن ارتياده.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي