الشراكة مع القطاع الخاص .. وضرورة الاستمرارية
قبل سنوات وضمن وفد من مجلس الغرف السعودية زرنا ماليزيا، وأكثر ما لفت نظري يومها، حداثة المباني الحكومية وتميز صيانتها الدورية المستمرة، وفي حينها سألت أحد المستضيفين ما السر في هذا الوضع، فأجابني بكل وضوح أن هذا الأمر ناتج من شراكتنا مع القطاع الخاص، وخلال عقود طويلة المدى تضمن الفائدة لكلا الطرفين، وتشمل الإنشاء والصيانة بناء على اشتراطاتنا وحاجتنا كقطاع عام.
أطالع في الكثير من صحفنا هذه الأيام عن إعلانات لقطاعات حكومية مختلفة تطلب استئجار مبان بما يشمل تعديلها لتقارب الاحتياج، وتأخذني الذاكرة لأكثر من 30 عاما عندما اشترت وزارة الصحة مبنى فندقين، في الرياض والظهران لتحويلهما إلى مستشفيين وكيف أنه مضى زمن طويل حتى تم إتمام التحول بصورة ليست بالمثالية لمستشفى، لو تم إنشاء المبنيين بآلية مختلفة عما يتم به تنفيذ مشاريع الدولة لأصبحنا نمتلك كيانين صحيين متميزين بتكلفة أقل وفي فترة أقل.
الملاحظ أنه في الكثير من الدول هناك شراكات بأشكال مختلفة بين القطاع العام والخاص منها شراكة القطاع الخاص والعام بالإنجليزية: public–private partnership PPP هي نوع من أنواع التعاقدات التي تتم بين قطاعات الدولة مع القطاع الخاص، لتنفيذ مشاريع ضخمة تحتاج إلى تمويل كبير، مثل مشاريع البنية التحتية.
اليوم تواجه البلاد مستويات انخفاض في الدخل وفي الوقت نفسه هناك تزايد في عدد السكان، وهذا الوضع يتطلب توفير المعيشة المناسبة من خلال توافر الكثير من مشاريع البنية التحتية أو المباني المناسبة لقطاعات مختلفة، ولو عادت بنا الذاكرة لمنتصف الثمانينيات عندما انخفضت أسعار البترول وتم إيقاف معظم المشاريع التي يتطلبها المواطن والوطن بسبب عدم توافر المال وكيف واجه اقتصادنا هبوطا كبيرا في الاقتصاد ولم نستطع بناء احتياجاتنا من مشاريع تنموية تهم حياة المواطن.
اليوم ومع انطلاق ورش برنامج التحول الوطني التي على ضوء مناقشاتها ستحقق تفاؤلا بمستقبل اقتصادنا الوطني حيث تم الحديث عن كثير من القرارات التي ستحدث تغييرا جذريا متطورا في إدارة الملف الاقتصادي ومنها التخصيص وأهميته، أتمنى، وإن كنت متأكدا أنها في بالهم، أنه كما للتخصيص أهمية فإن الشراكة بين القطاع العام والخاص بأنواعها أهمية تحقق المطلوب لرفاهية المواطن وآلية من آليات تمويل العجز في الدخل، والأهم استمرار الدورة الاقتصادية التي من خلالها نحقق نموا اقتصاديا.
بكل صراحة برنامج التحول الوطني فاجأ الكثيرين وأنا أولهم بما طرح من أفكار ومقترحات، وآليات العمل المتوقعة. شكرا من القلب لفريق وقائد برنامج التحول الوطني.
من مقولات 'أحمد العمري' «في كل طريق مفترقات طرق واضحة وإن علينا أن نتخذ القرار في كل مفترق ، وأن نتحمّل نتائج قرارنا».