كتاب الرأي .. ومرحلة التخصص
أصبحت بلادنا في الفترة الماضية محط الأنظار ومقصد الوفود ومحل اهتمام الإعلام العالمي وذلك بعد أن تولت وبجدارة قيادة العالمين العربي والإسلامي مع ممارسة دورها الطبيعي الذي يتناسب مع وزنها في الساحة الدولية .. وباستعراض سريع للأحداث المهمة نجد أن انطلاق "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" في اليمن الشقيق وجمع المعارضة السورية على طاولة واحدة ثم تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمكافحة الإرهاب جميعها من الأحداث المهمة التي لا يقدر عليها إلا بلد لديه جميع مقومات القيادة والثقل الديني والسياسي والاقتصادي والقوة العسكرية التي تستطيع حماية البلاد ونصرة الجار ومكافحة الإرهاب في نفس الوقت .. ثم على المستوى الاقتصادي والتنمية المحلية نجد حراكا غير مسبوق فالانتخابات البلدية تسجل نجاحا شهد به المراقبون من الداخل والخارج .
وبرنامج التحول الوطني الذي يقوده الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يبشر بمضاعفة قدرة الاقتصاد الوطني وإطلاق حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والتنموية التي يكتمل تنفيذها بحلول عام 2020م وهو أمد ليس بالبعيد .. وسيحاسب الوزراء سنوياً عن مدى تنفيذ الخطط التي شاركوا في وضعها وأسندت عملية تنفيذها إلى الأجهزة التي تقع تحت إشرافهم.
كل ما تقدم يعرفه الجميع لكن ما أود التطرق إليه اليوم هو أهمية تخصص كتابنا في هذه المرحلة لإعطاء هذه الأحداث ما تستحقه من تحليلات معمقة حول كل حدث .. وبالذات الشأن الاقتصادي الذي يمس حياة المواطن اليومية خاصة وقد أتيحت لبعض هؤلاء الكتاب فرصة المشاركة في ورشة العمل الخاصة بخطة التحول الوطني وما تشتمل عليه من عناصر ومكونات تستدعي التخصص الدقيق لكي يستطيع الكاتب طرح الأسئلة الصحيحة وإعطاء المداخلات المفيدة وكتابة المقالات التي تشكل إضافة لهذه الخطة الوطنية المهمة.
وعودة إلى موضوع تخصص كتابنا في هذه المرحلة بالذات أقول إن الجمعية السعودية لكتاب الرأي عند تأسيسها كانت تخطط لإقامة دورات لتخصص الكتاب وهذا من أهم أهدافها ولكن عقبات إدارية حالت دون ذلك وما زالت .. ولو تمت تلك الدورات لأصبح لدينا كتاب في كل التخصصات السياسية والعسكرية والاقتصادية بدل أن يأخذ الكاتب من كل هذه التخصصات بطرف ضعيف لا يفرز إلا مقالات إنشائية يغلب عليها الحماس والعاطفة.
وأخيراً: يبدو أن هناك خللا في ميزان الأحداث لدى إعلامنا وبعض كتابنا فالأمور الصغيرة تتقدم على الأحداث المهمة التي تتزعمها بلادنا باعتبارها منطلق العروبة ومبعث رسالة الإسلام وعلينا كما يقول الملك سلمان بن عبدالعزيز في كل مناسبة أن ندرك أهمية بلادنا وأن نعتز بها وأن يترجم الإعلام وكتاب الرأي هذا الاعتزاز بالترفع عن الخلافات الصغيرة وتناول القرارات والأحداث المهمة بما تستحق لا أقول من المديح والإشادة وإنما من التحليل الموضوعي الذي يضع الأمور في نصابها بلا تضخيم أو تقليل من أهمية القرار أو الخطوة التي تقدم عليها بلادنا محلياً أو إقليمياً أو عالمياً.