السعودية في الداخل والخارج
خارجيا كانت المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم، وهي تكمل جهودها خلال هذا العام، من أجل رتق الثوب العربي الذي تهتك بسبب تداعيات الخريف العربي. كانت عاصفة الحزم العنوان الأهم، وقدمت المملكة شهداء أحياء عند ربهم من أجل استعادة اليمن العربي من القبضة الفارسية التي كادت تطبق عليه. وواصلت جهدها من أجل إيجاد حل للمأساة في سورية، وتم تتويج هذه الجهود من خلال لقاء أقطاب المعارضة في الرياض. كانت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - بلسما للأشقاء في سورية. وتواصلت الجهود السعودية من أجل دعم مصر، رغم خذلان بعض المحسوبين على الإعلام المصري لهذه الجهود، لكن يبقى الرهان أولا وأخيرا على شعب مصر النبيل وقيادتها التي تقدر نبل الجهد السعودي ووقفته الشريفة مع خيارات هذا البلد الكبير.
ثم جاءت مبادرة التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، لتقدم للعالم أجمع رسالة جادة أن جهود مكافحة الإرهاب شأن عالمي تدعمه السعودية وتشاركها فيه كل المجتمعات المسلمة.
رغم كل هذه الهموم الخارجية؛ كانت الملفات المحلية على رأس اهتمامات حكومة خادم الحرمين الشريفين، كانت كل المعطيات والنتائج بحمد الله تؤكد أن المملكة تمضي جاهدة من أجل إكمال مسيرة البناء والنماء في هذا البلد الشامخ بقيادته وشعبه النبيل.
عملية بناء المجتمع تتواصل، والمشاريع تتوالى، وقد جاءت ورش عمل التحول الوطني، لتعزز بوصلة المسيرة الراشدة نحو المستقبل، بثقة وعزم؛ يستحضر دوما إشراك الشباب في البناء والتنمية، ويصوغ محاور تغطي كل الاحتياجات والتطلعات، من خلال حزمة من المبادرات المميزة. وإلى جانب ذلك تتواصل جهود دعم المجتمع المدني وتكريس المشاركة الشعبية، سواء من خلال المجالس البلدية أو عبر تطوير تجربة مجلس الشورى، أو من خلال إثراء جمعيات المجتمع المدني عبر نظامها الجديد.
يقود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - يحفظه الله - وولي العهد وولي ولي العهد وبقية طاقم الحكومة هذه المسيرة بدأب وحرص.
إن دعم هذه الجهود من كل مواطن ومواطنة، والتصدي للشائعات ودحضها، ومقاطعة مروجيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو من أوجب الواجبات في هذه الأوقات.
حفظ الله الوطن وقيادته وشعبه وحماه من كل متربص وحاقد.