الحرب على الإرهاب

بناء تحالف إسلامي يقف في وجه الإرهاب والتطرف، من الأمور التي تستحق التنويه. ولا شك أن وجود كبريات الدول العربية والإسلامية ضمن هذا التحالف، يسهم في تخفيف حجم التعقيدات التي تصاحب مثل هذه العمليات.
الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد أفصح في المؤتمر الصحافي الذي رافق الإعلان، عن إن هذا التحالف يمثل خطوة ضد الإرهاب، إذ بدلا من أن تواجه كل دولة الإرهاب بشكل منفرد، يمكن مواجهة هذا الإرهاب من خلال تنسيق وتعاون بين الجميع.
هذا الأمر يتسق مع الشكل العنقودي البغيض الذي تأخذه قوى الشر والتطرف. القاعدة كانت من خلال إرهابها تمارس تنسيقا دوليا، وكذلك الأمر بالنسبة لداعش، التي وصلت شرورها إلى كل مكان. لقد أدى تغلغل الإرهاب في العالم، إلى ظهور دعوات متطرفة تطالب بإقصاء الإسلام والمسلمين.
ورغم أن هذه الفكرة الموغلة في التطرف قد لاقت ردات فعل سلبية في أوروبا وأمريكا، لكن إصرار داعش على تطبيق استراتيجيتها بدق إسفين بين البشر من مختلف الأديان والأعراق، من شأنه أن يجعل هذه الطروحات الشاذة تجد مشروعية تتكئ عليها من أجل ممارسة العنصرية ضد الأقليات المسلمة الموجودة في المجتمعات الغربية.
لقد كان الأمير نايف بن عبد العزيز من المهمومين بقضية الأمن الفكري، وكان يؤكد دوما ضرورة التعاون من أجل مواجهة التطرف فكريا.
وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز واضحا حينما حذر من تصاعد الإرهاب وشروره، وكان صريحا وهو يخاطب العلماء في مجلسه مطالبا إياهم بعدم التهاون في دحض التطرف.
وقد سار الملك سلمان على هذا النهج، إذ إنه كان ولا يزال يؤكد في خطاباته أهمية أن يتسيد الاعتدال في كافة الأمور. وهذا الاعتدال هو الذي انتظمت من خلاله مسيرة التمدن والتحضر التي أسس لها الملك عبد العزيز في بلادنا. وكانت الأصوات المتطرفة حينها ترفض هذا التحديث.
وقد شهدت عملية تمكين المرأة من التعليم بعض الصعوبات، ولكن هذه الصعوبات أصبحت جزءا من تاريخ مضى، وبالأمس احتفينا بوصول نساء من مجتمعنا إلى التمثيل في المجالس البلدية، وجزء ممن صوت لهؤلاء من الذكور.
ومع كل جديد كان الاعتدال والتوسط هو الذي يسود. ومن هنا فإن قيادة المملكة العربية السعودية وتحفيزها لهذا التحالف يتسق مع المنهجية التي تأسست عليها المملكة، واستطاعت من خلالها أن تتجاوز في مسارات البناء والتحديث والمعاصرة مجتمعات كثيرة كانت تزعم أنها منبع الحضارة، فانشغلت بالصلف عن البناء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي