السعودية .. والقيادة الإسلامية
لأن المملكة العربية السعودية مهد الرسالة المحمدية وقبلة المسلمين وخادمة الحرمين الشريفين، كان لا بد أن تلقى دعوتها ومساعيها في تشكيل حلف إسلامي عسكري لمواجهة الإرهاب والتطرف كل هذا التجاوب الكبير والفريد من قادة وزعماء الدول الإسلامية.
البارحة الأولى التي أعلنت فيها السعودية تشكيل الحلف بمشاركة 34 دولة إسلامية وتأييد عشر دول أخرى، تعد ليلة تاريخية، ومنعطفا مهما في تاريخ الأمة الإسلامية، التي اجتمعت لأول مرة في عصرها الحديث على كلمة واحدة وموقف واحد وتحت قيادة واحدة.
دول عدة من مشارق الأرض ومغاربها شاركت في التحالف الذي هندسه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، غالبية الدول الإسلامية لبت الدعوة السعودية ولم تكن لتجتمع في هذا الحلف ما لم يكن مهد الرسالة المحمدية قد دعا له، فالثقة بالسعودية قيادة وشعبا لا حدود لها. ومن هنا كان الجمع الكبير والحلف القوي، الذي جعل من الرياض مركزا له.
كما في كل العهود السابقة، وفي كل زمان تسارع السعودية دوما وتقدم العمل قبل القول في الحرب ضد الإرهاب والتطرف وحماية أرضها وكل أرض مسلمة تطلب العون منها، وما حدث البارحة الأولى ما هو إلا ترسيخ لذلك، فالإرهاب يحتاج إلى العمل لا القول.
البارحة الأولى بكل ما جاء فيها من إعلان، تمنحنا العزة والفخر ببلادنا وقيادتنا، الساعية دوما إلى توحيد كلمة المسلمين ورص الصفوف لمواجهة المخاطر التي تهدد البلاد والعباد، وهي سباقة لا شك في ذلك، ولم تكن تلك المبادرة الوحيدة ولن تكون الأخيرة، وما حزم سلمان في اليمن ببعيد، عندما شكل حلفا عربيا أثلج صدر الصديق وارتعدت منه فرائص العدو.
الحلف الإسلامي الذي تقوده السعودية رد "حازم" على كل المفاهيم الأجنبية الناقصة، التي تسعى إلى ربط الإرهاب بالإسلام، وقطع الطريق على كل من يتذرع بالإرهاب ليجد له موطئ قدم ونفوذا في بلادنا العربية والإسلامية.
نحن أمام مرحلة جديدة في تاريخ الأمة، فلأول مرة يتم تشكيل حلف إسلامي عسكري بهذا الحجم في العصر الحديث، ولأول مرة تبادر الدول الإسلامية موحدة في الدفاع عن أراضيها ومقدساتها دون طلب المساعدة من الغير.