رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


استراتيجية أمريكا في حرب «داعش»

في الوقت الذي كان على التحالف الدولي بناء استراتيجية جديدة في محاربة تنظيم داعش في المنطقة، بدأ التنظيم يخطط استراتيجية جديدة أيضا في محاربة دول التحالف وعلى أراضيها. من ذلك تخطيط لهجمات مختلفة وبأدوات مختلفة لا يستبعد منها بيولوجية وإشعاعية أيضا. هل في قدرات تنظيم داعش التي تظهر إعلاميا مبالغة ما؟. استراتيجية داعش تبدو جلية من هجماته الأخيرة، وهي توسيع مسرح العمليات المحلية وإضافة جبهات جديدة خارجية، مواقع أبرزها تفجيرات باريس وأحداث كاليفورنيا الأخيرة التي راح ضحيتها 14 مدنيا.
لم يكن التنظيم ليجرؤ قبل تلك الأحداث على تجاوز الحدود المحلية سابقا، فقد كان مكتفيا بمواجهة الفصائل والعشائر الثورية في سورية والعراق لتوسيع رقعة دولته، حتى دون المغامرة باشتباكات مع جيش بشار الأسد. إلا أن التنظيم الآن يجند عناصره المتطرفة في أوروبا وأمريكا في محاولة لتقديم نفسه كتنظيم عابر للقارات. ومن شأن ذلك أن يدعم فكرة دولة الخلافة، كما في الوقت ذاته الرد على تحالف مكافحة داعش في عقر داره. هجمات داعش الغربية تبدو في عمقها نوعا من السعي لتشكيك مواطني الدول وهز ثقتهم بقدرة حكوماتهم على حمايتهم. في المقابل يظهر التنظيم نفسه على أنه تنظيم شرس قادر على إعادة كابوس 11 سبتمبر من جديد، أو حتى على الأقل محاولة لإشغال أو حتى إجهاد الحكومة الأمريكية بمواجهة إرهاب داخلي وخارجي معا وفي الوقت نفسه تشتيت الجهود والمواجهات الخارجية ضد داعش في المنطقة. وقد ظهر أوباما في كلمة روتينية حول حدث كاليفورنيا في المكتب البيضاوي أخيرا، أكد خلالها قناعته بأن تنظيم داعش سيتم تدميره، وأن التزام الولايات المتحدة بالعدالة سيسود على الإرهاب. لكن ذلك لم يمنع بعض الأمريكيين أنفسهم من القلق والتشكيك في استراتيجية الحماية الداخلية كما الخارجية معا.
كنت حضرت قبل أيام ندوة بعنوان "محاربة داعش: مراجعة لاستراتيجية الولايات المتحدة"، في مركز تشاتهام هاوس البريطاني مع الجنرال الأمريكي جون آلن. والجنرال آلن هو المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للتحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش 2015-2014. آلن الذي أعلن استقالته في سبتمبر لقناعاته الخاصة وهي كما رأى بعض المحللين أن جون آلن شعر أن لا سبب ولا وجود لمهمة أو استعداد ميداني من قبل الولايات المتحدة لإنهاء ملف الأوضاع العسكرية المتعلق بتنظيم داعش. ويعود هذا لأسباب مختلفة تعود إلى الضعف الميداني، وعدم الجدية الكافية والتعثر في محاربة داعش، كما اعتقاده بأن إدارة أوباما مناورة ومترددة في شأن القرارات الحاسمة حول محاربة داعش. كان هذا في سبتمبر الماضي، الأمور تتغير على مدى أشهر قصيرة بشكل كبير، لا سيما مع استهدافات الداخل الأوروبي والأمريكي. فهل الاستراتيجية الحالية ناجعة فعلا؟. قال آلن في ندوته بأن لدى داعش نحو 500-750 مليون دولار كرأسمال من مداهمات المصارف في العراق، فتنظيم داعش أقرب لأن يكون مكتفيا ذاتيا.
في القاعة التي ازدحمت بعدد كبير من الحضور بينهم سياسيون وباحثون وصحافيون سياسيون، ذكر آلن أن دول الخليج لها دور كبير في التحالف ضد داعش، محددا دور السعودية الحيوي وتمويلاتها الضخمة للتحالف. كما أشار إلى مركز "صواب" وهو مركز إماراتي أمريكي، يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي للرد على النشاطات الدعائية لتنظيم الدولة المتطرف على الإنترنت. استراتيجية مكافحة داعش الأمريكية في الخارج والداخل ينبغي أن تكون الاستراتيجية الحيوية في المنطقة، التحديات الداخلية والحروب المتشعبة لا يمكن أن تمنع من وجود استراتيجية متجددة وانتقالية تتواكب وتطور الأحداث الصارخ في المنطقة والعالم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي