تغلغل قيم الشر

من الأمور اللافتة، أن عصابة داعش الملعونة وقائدها المأفون أبو جهل البغدادي، استطاعوا التسلل بأفكارهم المغلوطة والشريرة إلى العقول.
لقد خاضوا معركة إلكترونية، وتمكنوا من اصطياد اليائسين من هنا وهناك.
حصل هذا في فرنسا، مع منفذي حادثة باريس، كما تكرر في أمريكا مع الإرهابيين: تاشفين مالك وزوجها سيد فاروق.
الرسائل السلبية التي تؤجج الغضب وتنشر الكراهية، تجاوزت تأثيراتها حدود داعش في سورية، ليمتد أذاها إلى أوروبا وأمريكا. وقد وجدت هناك سوقا رائجة لدى مدمني المخدرات وهواة القتل. وكانت تلقى الصدى نفسه لدى التائهين والتافهين الذين أوغلوا في الفساد والعقوق ثم اندمجوا في منظومة عصابة داعش، توهما منهم أنها تمثل منصة الخلاص من الدنيا ومن مشكلاتهم النفسية والاجتماعية.
الأعمال الجبانة التي نفذتها داعش ضد مساجد هنا وهناك، وضد رجال ونساء مسلمين وغير مسلمين، ووقودها أناس أعمتهم الأمراض، واستوطنت عقولهم فكرة الموت، ... هذه الفكرة العبثية لا تتسق حتما مع فكرة عمارة الأرض، وتتعارض مع الأمانة الملقاة على عاتق الإنسان.
من الغريب، أن البعض يتحاشى تسمية هذه الأشياء بأسمائها، وإن كنا نلتمس للعلماء الربانيين التوقف والتحفظ عن تجريد هؤلاء الخوارج من صفة الإسلام؛ لكن هذا التحفظ لا يعني توقف المفكرين والإعلاميين والتربويين عن توصيف جرائمهم وإدانتها، وكشف زيف تدينهم.
إفراط فئة من المحسوبين على الدين في العنف اللفظي والجسدي، لا يزال البعض يسعى إلى تسويقه عبر قنوات الشر باعتباره مظهرا لعزة المتدين.
نحن نريد استحضار مكارم الأخلاق، التي جاء الرسول صلى الله عليه وسلم متمما لها. هذه القيم تبدأ بالسلام وتنتهي بالسلام. وبينهما الأمان والتسامح وعدم التغول على الآخر.
أبو بكر الصديق، أول الخلفاء الراشدين رضي الله عنه، كان ينهى جيوشه عن هدم الصوامع والكنائس وقطع الأشجار وقتل الأطفال والنساء وكبار السن.
لماذا أصبحت رسائل الكراهية تجد طريقها للانتشار، بالشكل الذي يؤدي إلى تشويه الصورة الحقيقية عن الإسلام وعن التدين.
هذا أمر محير فعلا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي