رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


دوائر الأخلاق .. والعيب

نحن في خضم خوضنا دروب الحياة ومكابداتها اليومية نتناسى في كثير من الأحيان الجانب الأخلاقي.
كلمة الأخلاق تتسع لأشياء كثيرة، البعض منا مفهوم الأخلاق عنده يقتصر على العيب، وتتسع دائرة العيب وتضيق بتغير الظرف، ما هو عيب هنا قد يكون عاديا في دبي أو القاهرة أو لندن. الشخص نفسه ينهج إلى إجراء تعديل يتسق مع السياق الاجتماعي.
نعود لقصة الأخلاق بشكلها الأوسع وهي قضية ضرورية من المهم من خلالها مراجعة نسق تعاملنا مع ما حولنا، سواء كان هذا الشيء ماديا أو معنويا.
إن الأخلاق تؤسس الإنسان الذي يتمتع بمكارم الصفات وهي تصوغه بالنسبة للآخر باعتباره إنسانا سويا يتمتع بالرقي والتهذيب في كل حالاته، والدين جاء ليتمم مكارم الأخلاق وجاء ليجعل التراحم والتواد والتعارف بين البشر نطاقا إنسانيا وإطارا أخلاقيا ينسجم مع دين الرحمة. المؤسف أن هذا الإطار الذي نتحدث عنه يظل غائبا في حالات مشهودة، ولأن دائرة العيب تضيق بشدة فإن بعض التجاوزات يتم فصلها في السياق الاجتماعي عن العيب والتجاوزات اللا أخلاقية وتتحول ربما إلى شجاعة أو كرم في المفهوم الفردي.
في المشهد اليومي نمر بمواقف يمكن إخضاعها للسؤال الأخلاقي بشكل عام: تجاوزاتك المرورية هي ضد الأخلاق، تعاليك على بعض البشر ليس من الأخلاق، خيانتك للأمانة وتقصيرك في أداء عملك وغض الطرف عن التجاوزات ليس من الأخلاق، كذلك السرف والبطر والغطرسة... إلى آخر تلك الحكايات والمشاهد اليومية التي أصبحت عند البعض أمرا عاديا.
اتساق الإنسان مع منظومة الأخلاق بمفهومها الإنساني يجعله يخوض المكابدات اليومية وهو يدرك أنه يشارك مع من حوله في جعل الحياة أجمل.
وهل هناك أجمل من أن تكف أذاك عن غيرك سواء في الشارع أو في بيئة العمل أو في المنزل على سبيل المثال؟
مسطرة الأخلاق لو تم تفعيلها لأصبحت مجتمعاتنا أفضل. مرة أخرى: ليبدأ كل منا بنفسه وليترك الآخرين؛ فمن الواضح أن الاستشهاد بالنماذج السيئة يجعلنا نتشبه بهم بدلا من أن يصوغ الإنسان قيمه ومبادئه بما ينسجم مع دوائر الأخلاق وقيم التحضر الإنسانية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي