ما بعد «قضية جوري»
تألم الجميع من فقد الطفلة "جوري الخالدي" التي عادت إلى ذويها بجهود من رجال الأمن، خاصة شعبة التحري والبحث التابعة لشرطة الرياض بعد غياب استمر أكثر من عشرة أيام. كانت أياما عصيبة مرت على الجميع من أفراد المجتمع، الذين تفاعلوا مع الحدث، مؤكدين أن الطفلة هي ابنة الجميع.
تساؤلات عدة دارت في ذهني وأنا أتابع القضية عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، إن شعورنا بالألم كبير من فقد "جوري"، فإلى أي مدى بلغ الألم بأسرتها والمخاوف تحيط بها والأسئلة لا تفارقها.. هل تأكل أم لا؟.. هل ماتت أم ما زالت على قيد الحياة؟. أي قلب يحمله الخاطف وهو يشرع في خطف طفلة لم تبلغ ثلاثة أعوام من عمرها بعد؟، وما أهدافه؟ وكيف غابت عن عين ذويها وهي في هذه السن المبكرة من عمرها؟
شكرا بحجم السماء لرجال الأمن في شرطة الرياض الذين أعادوا الطفلة إلى ذويها في إنجاز أمني باهر، تم من خلاله القبض على كل المسؤولين عن خطف الطفلة وتقديمهم للعدالة لنيل جزائهم ومعاقبتهم العقاب الذي يستحقونه، الكفيل بردع كل من تسول له نفسه المريضة الإقدام على مثل هذا العمل.
شكرا لرجال الأمن الذين يعملون بجهد وتفان وإخلاص دون ضجيج أو مساع للتلميع، فلم نلاحظ "بهرجة" أو مؤتمرا صحافيا يفاخرون من خلاله بالمنجز، ولم نر مسؤولا يصرح باحثا عن الفلاش و"الشو" ناسبا المنجز له كما نلاحظ في عديد من الجهات الحكومية.
لا نرغب في تحميل عائلة "جوري" ما لا تحتمل في هذه الظروف الصعبة التي مرت بها ولا تزال تبعاتها النفسية تحيط بهم رغم عودة الطفلة لأحضانهم، ولكن وللأمانة ثمة قصور يصدر من غالبيتنا تجاه أطفالنا، وهناك إهمال وعدم إحساس بالمسؤولية يجعلهم عرضة للفقد والخطف.
كلنا نلاحظ تلك الإعلانات في الأسواق وفي الميادين العامة عن أطفال تائهين، تفرقوا عن أسرهم نتيجة قصور وإهمال واضح، وهو أمر يجب ألا يتم، فالمجتمع لم يعد كما كان، وظهر الأشرار منزوعي الإنسانية بيننا مهددين حياة أطفالنا وفلذات أكبادنا وأغلى ناسنا.
قضية "جوري" يجب أن تدق ناقوس الخطر لدى جميع الأسر، ويجب أن نرفع من منسوب الحرص والرعاية وعدم الإهمال وتجنب القصور في رعاية أطفالنا، وأن نحرص عليهم أشد الحرص كي لا يقعوا ضحية في يد من لا يخاف الله.