يا أخي .. مَن سجنك؟

"تأملات الإثنين"
هذا سؤال مهم من "ف. ب":
"أجد نفسي حزينا وقلقا وبطريقي للكآبة، ولا أجد خلاصا."
الإجابة السريعة هي: أنت تريد الخلاص فعلا، ولكن لا تحاول العمل للتخلص واقعا. هذه هي كل المسألة.
الحل هو أن تنزل بنفسك لأقل موضع بها وتجد وتعترف أنك أنت تسبب القلق لنفسك، وحذار أن تنكر ذلك، وسأقول لك لماذا، فتنزلق بسهولة للكآبة المرضية التي تنتقل من الشعور إلى الدماغ.
نحن من نضع أنفسنا بالحزن والقلق لأنها أفكارنا، فما الذي يجعل شخصا بمثل ظروفك أو أصعب ويكون سعيدا، أو أقل قلقا وحزنا؟ بالضبط، لأن أفكاره أو موقفه العقلي يختلف عن أفكارك وموقفك العقلي. ولماذا ينجح أشخاص من أشد الظروف قسوة فتكون تلك الظروف وقود عربة طموحهم لتحقيق النجاح؟
ثم لماذا لا ترى ما حققت في السابق في ملف حياتك لتجد كم من أشياء تمنيتها وحققتها في الماضي: ألم تتمنَّ التخرج في الثانوية للجامعة وتخرجت؟ ألم تتمنَّ التخرج في الجامعة وتخرجت؟ ألم تتمنَّ أن تتزوج فتزوجت؟ وربما تمنيت أول راتب وحصلت عليه، وهذا يعني أن تحقيق ما تريد كما حصل بالماضي مستمر في المستقبل أيضا.
هي صخرة تقف في طريق تحقيق ما نرغب، فالبعض تملي عليه أفكاره بالعودة والنكوص لما جاء منه، والبعض تملي عليه أفكاره بالجلوس بجانب الصخرة والبكاء على حظه التعس. والبعض تملي عليه أفكاره أن هذا العائق أمر متوقع فيعي عقله ويصحو لواقع الظرف حتى يجد طريقة للتخلص من الصخرة أو تجنبها ليكمل السير بالطريق.
أترى؟ هي أفكار منا وفينا، إما أن نصنع منها قضبانا فنسجن أنفسنا ونبقى، وإما نرى ظرفنا الصعب قفصا لا بد من التخلص منه فنطير.. ونتحرر.
اللحظة التي تعي بها على هذا وتعترف أنك من داخلك استغرقت بالحزن تعي أيضا على المشكلة فيصفو جدار عقلك من عوالق الكدر ويستطيع أن يفكر بصفاء بطرق واقعية لتخليصك من مأزق الظرف، فتحرر نفسك بنفسك.
لاحظ أنك تحتاج إلى روح عالية لتحرر نفسك وليست روحا غائبة ضامرة وترضى بالنزول للمسكنة.
الروح العالية والواثقة هي التي ستجعل أفكارك أجنحة تطير بها لآفاق الحرية.
والروح السفلى المتهاوية هي التي ستغلظ قضبان سجنك حتى تصل لمرحلة لا تستطيع فكاكا من سجن محكم الغلق صنعته بنفسك لنفسك.
وفعلا .. لك الخيار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي