الملك: الإرهاب يهدد العالم ويعوق تعزيز النمو الاقتصادي
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي جهوده لاجتثاث آفة الإرهاب الخطيرة وتخليص العالم من شرورها التي تهدد السلم والأمن العالميين وتعوق الجهود في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي واستدامته.
وقال الملك سلمان في الكلمة التي ألقاها في جلسة عشاء العمل بحضور قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في القمة التي عقدت تحت عنوان (التحديات العالمية: الإرهاب وأزمة اللاجئين)، "إن الحرب على الإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي بأسره وهو داء عالمي لا جنسية له ولا دين وتجب محاربته ومحاربة تمويله وتقوية التعاون الدولي في ذلك".
#2#
وأشار إلى أن عدم الاستقرار السياسي والأمني معوق لجهودنا في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وللأسف تعاني منطقتنا عديدا من الأزمات".
وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين خلال الجلسة:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، أصحاب الفخامة والمعالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكر لكم فخامة الرئيس ولبلدكم الشقيق جهودكم في التنظيم والإعداد لأعمال مجموعة العشرين هذا العام.
#3#
فخامة الرئيس:
إنه لمن المؤسف ألا يشاركنا اليوم فخامة الرئيس الصديق فرانسوا هولاند بسبب الأحداث والتفجيرات الإرهابية المؤلمة التي وقعت في باريس.
وإننا إذ نقدم تعازينا لأسر الضحايا وللشعب الفرنسي لنشجب وندين بقوة هذه الأعمال الإجرامية البشعة التي لا يقرها دين، والإسلام منها براء.
ونؤكد على ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي جهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة ولتخليص العالم من شرورها التي تهدد السلم والأمن العالميين وتعوق جهودنا في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي واستدامته، فالحرب على الإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي بأسره وهو داء عالمي لا جنسية له ولا دين وتجب محاربته ومحاربة تمويله وتقوية التعاون الدولي في ذلك.
فخامة الرئيس:
لقد عانينا في المملكة من الإرهاب، وحرصنا وما زلنا على محاربته بكل صرامة وحزم، والتصدي لمنطلقاته الفكرية خاصة تلك التي تتخذ من تعاليم الإسلام مبررا لها، والإسلام منها بريء، ولا يخفى على كل منصف أن الوسطية والسماحة هي منهج الإسلام ونتعاون بكل قوة مع المجتمع الدولي لمواجهة ظاهرة الإرهاب أمنيا وفكريا وقانونيا، واقترحت المملكة إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة وتبرعت له بـ 110 ملايين دولار وندعو الدول الأخرى للإسهام فيه ودعمه لجعله مركزا دوليا لتبادل المعلومات وأبحاث الإرهاب.
#4#
فخامة الرئيس:
إن عدم الاستقرار السياسي والأمني معوق لجهودنا في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وللأسف تعاني منطقتنا من عديد من الأزمات، ومن أبرزها القضية الفلسطينية التي يتعين على المجتمع الدولي مواصلة جهوده لإحلال سلام شامل وعادل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ويجب أن يكون للمجتمع الدولي موقف حازم تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني وانتهاك حرمة المسجد الأقصى.
أما بالنسبة إلى الأزمة السورية وما نتج عنها من تدمير وقتل وتهجير للشعب السوري الشقيق، فعلى المجتمع الدولي العمل على إيجاد حل عاجل لها وفقا لمقررات جنيف (1).
وفيما يتعلق بمشكلة اللاجئين السوريين فلا يخفى على الجميع أنها نتاج لمشكلة إقليمية ودولية هي الأزمة السورية، ونثمن الجهود الدولية وخاصة جهود دول الجوار والدول الأخرى في تخفيف آلام المهاجرين السوريين ومعاناتهم، ومن المؤكد أنّ معالجة المشكلة جذريا تتطلب إيجاد حل سلمي للأزمة السورية والوقوف مع حق الشعب السوري في العيش الكريم في وطنه، فمعاناة هذا الشعب تتفاقم بتراخي المجتمع الدولي لإيجاد هذا الحل.
وقد أسهمنا في دعم الجهود الدولية لتخفيف معاناة الأشقاء السوريين، كما عاملنا الإخوة السوريين في المملكة بما يفوق ما نصت عليه الأنظمة الدولية المتعلقة بحقوق اللاجئين والمهاجرين والمغتربين.
وفيما يتعلق بالوضع في اليمن فإن المملكة ودول التحالف حريصة على إيجاد حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216 كما أنها حريصة على توفير كافة المساعدات والإغاثة الإنسانية للشعب اليمني الشقيق.
إننا أمام فرصة مواتية للتعاون وحشد المبادرات للتوصل إلى حلول عالمية حقيقية للتحديات الملحة التي تواجهنا سواء في مكافحة الإرهاب أو مشكلة اللاجئين أو في تعزيز الثقة بالاقتصاد العالمي ونموه واستدامته، ونحن على ثقة من خلال التعاون بيننا في أننا نستطيع تحقيق ذلك. أشكر لكم فخامة الرئيس، راجيا لاجتماعاتنا النجاح.