«قمة العشرين» تتعهد بمعالجة تباين النمو الاقتصادي
انطلقت أمس قمة مجموعة العشرين في أنطاليا بجلسات عمل لرؤوساء الوفود الرسمية، حيث ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وفد المملكة، وناقش القادة في الجلسة الرئيسة سبل تعزيز النمو العالمي.
ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين إلى مقر القمة، كان في استقباله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ثم التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين، وقادة دول مجموعة العشرين المشاركين في القمة.
بعد ذلك توجه الملك سلمان بن عبد العزيز، وقادة الدول المشاركة إلى قاعة غداء العمل، حيث بدأت أعمال القمة بجلسة تحت عنوان "التنمية والتغير المناخي"، في الوقت الذي توافد فيه رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في مجموعة العشرين، إضافة إلى ممثلي بعض المنظمات الدولية، على فندق ريجنوم المنعقدة فيه القمة.
#2#
واستقبل الرئيس التركي أردوغان، الزعماء في منصة أقيمت أمام الفندق، وتحدث معهم، قبيل التقاط صور جماعية معهم، وبينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينج، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ووفق مسودة بيان لمجموعة العشرين سربت للصحافيين المشاركين في تغطية أعمال القمة، التي ستصدر رسميا اليوم بعد الجلسة الختامية، فقد تعهد قادة الاقتصادات الكبرى في العالم باستخدام كل أدوات السياسة لمعالجة تباين النمو الاقتصادي.
وفي إشارة إلى الأسواق المالية القلقة سلط الزعماء الضوء على الحاجة إلى "الضبط الدقيق" لقرارات السياسة وتوصيل مضمونها بوضوح، وذلك وفقا للمسودة
على الصعيد السياسي أظهرت مسودة البيان أن قادة مجموعة العشرين طالبوا دول العالم بتقاسم العبء في مسألة اللاجئين السوريين، بين كل الدول وبوسائل من بينها إعادة توطين اللاجئين وسائر أشكال المساعدة الإنسانية مع إبراز أهمية التوصل إلى حل سياسي.
ولم تتناول مسودة البيان بشكل مباشر الحرب على الإرهاب التي كانت موضوع وثيقة منفصلة لمجموعة العشرين، وجاء في مسودة بيان قادة مجموعة العشرين أنهم اتفقوا على أن الهجرة مشكلة عالمية لا بد من التعامل معها بطريقة منسقة، ويعد ذلك نصرا دبلوماسيا لتركيا وأوروبا.
كما تقرر أن تتولى ألمانيا رئاسة المجموعة في نهاية العام المقبل، حيث من المقرر أن تنظم برلين اجتماع قمة رؤساء دول وحكومات المجموعة في عام 2017، وجاء في المسودة أيضا: "إننا سعداء أيضا بأننا سنلتقي في ألمانيا في عام 2017".
يشار إلى أن الصين ستتولى رئاسة المجموعة بعد تركيا، التي تنظم فعاليات القمة هذا العام في مدينة بيليك، في الأول من كانون أول (ديسمبر) المقبل، وستعقد قمة مجموعة العشرين العام المقبل في مدينة هانجتشو الواقعة شرقي الصين.
على صعيد آخر، قالت كريستين لاجارد، مديرة صندوق النقد الدولي أمس، إن استثمارات البنى التحتية هي القوة الدافعة للتنمية الاقتصادية على المدى القصير والطويل، مشيرة إلى أن تلك الاستثمارات توفر فرص عمل.
جاء ذلك في كلمة لها خلال جلسة بعنوان "الإطار الأشمل من أجل التنمية والعمالة"، على هامش قمة العشرين، التي بدأت أمس وتختتم اليوم في ولاية أنطاليا التركية، بحضور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وضيفه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو.
وشددت لاجارد على أهمية دعم القطاع المالي إلى جانب استثمارات البنى التحتية، مشيرة إلى أنه في الوقت ذاته، دعم القطاع المالي الإسلامي يلعب دورا مهما في تحقيق التنمية الاقتصادية، وأدانت لاجارد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، مساء الجمعة الماضية.
من جانبه، حذر إنجل غوريا، السكرتير العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، من أن انخفاض الإنتاجية، سينعكس سلبا على النمو الاقتصادي العالمي، مشيرا إلى أن أحد أسباب انخفاض الإنتاجية وبطء النمو هو غياب السياسات المحفزة للابتكارات، والسبب الآخر يتعلق بالإدارة والتنظيم.
وأشار غوريا إلى ضرورة أن تكون التنظيمات، والتشريعات شاملة للجميع، وأن تهدف إلى القضاء على التمييز، مشدداً على ضرورة العمل الشامل في مجالات اقتصادية عدة، في مواجهة التمييز باعتباره عائقاً أمام النمو الاقتصادي.
وأفاد غوريا بأنه رغم مرور سبعة أعوام على الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن معدلات النمو الاقتصادي لم تصل إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، لافتا إلى أن معدلات النمو انخفضت، وأن نسبة البطالة ارتفعت بعد الأزمة، وأدان غوريا الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية.
من جهته، أشاد جاي رايدر، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، برئاسة تركيا الدورية لمجموعة العشرين، مشيرا إلى أن المقاربة الشمولية التي اتبعتها تركيا خلال رئاستها، أحد أهم عوامل نجاحها في رئاسة المجموعة.
وفي الجلسة نفسها، أكد يو بيتغ نائب رئيس مجلس دعم التجارة الدولية الصيني، ضرورة أن تلعب الاتفاقيات التجارية الاقليمية دورا مكملا وداعما لنظام تجاري متعدد الأطراف، معربا عن رغبة بلاده في أن تنجح رئاستها لمجموعة العشرين العام المقبل، كنجاح رئاسة تركيا لها.
يشار إلى أن مجموعة دول قمة العشرين، تمثل 90 في المائة من الاقتصاد العالمي، و80 في المائة من التجارة الدولية، وثلثي سكان العالم، وبدأت المجموعة في تنظيم اجتماعاتها على مستوى القادة، منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.