تفجيرات باريس تمنح ملف الإرهاب الأولوية في جدول أعمال قمة «العشرين»

تفجيرات باريس تمنح ملف الإرهاب الأولوية في جدول أعمال قمة «العشرين»

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قادة دول العالم أمس لمنح الأولوية لمكافحة الإرهاب مع بدء توافدهم على بلاده لحضور قمة مجموعة العشرين التي تنطلق اليوم، معتبراً أن هجمات باريس أظهرت أن عهد الاكتفاء بالكلام قد ولى.
وبحسب “الفرنسية”، فقد قال أردوغان للصحافيين عشية انطلاق القمة التي تستمر ليومين “نحن الآن أمام نقطة ينتهي عندها الكلام في مكافحة الإرهاب. نحن الآن في مرحلة ينبغي أن يكون هذا في الصدارة”.
وتلقي الهجمات الدامية، وهي الأسوأ في فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بظلالها على القمة.
ورغم أن قمة العشرين تركز عادة على قضايا اقتصادية، فإن هناك تكهنات بإدراج حالة الغموض في الشرق الأوسط والأمن العالمي على جدول الأعمال، وأشار أردوغان إلى أنه يريد من قادة العالم مناقشة الصراعات في سورية والعراق.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أعلن حالة الطوارئ لأردوغان في اتصال هاتفي إنه لن يحضر القمة لكن مصادر بالرئاسة التركية قالت إن وزيري المالية والخارجية الفرنسيين سيحضرانها، ويتوقع حضور جميع قادة الدول المشاركة وبينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وأوضح مكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في بيان أن هذه الهجمات ليست ضد الشعب الفرنسي فحسب لكنها ضد الإنسانية جمعاء والديمقراطية والحريات والقيم العالمية، مضيفاً أن تركيا في تعاون كامل مع فرنسا والدول الحليفة الأخرى في مكافحة الإرهاب وسنكافحه بكل عزم.
وأدان الرئيس التركي هجمات باريس وأشار إلى معركة تخوضها تركيا منذ وقت طويل مع تهديدات أمنية محلية تشمل القتال ضد حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد وهجمات انتحارية على صلات بتنظيم داعش.
وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، لكن أنقرة تشعر بالقلق من الدعم الأمريكي للمسلحين الأكراد في سورية الذين يقاتلون ضد “داعش”، وتوقع مسؤولون أن يناقش أردوغان الأمر مع أوباما خلال القمة.
وأوضح أردوغان أن الإرهاب لا دين له ولا جنسية، وأنه ليس هناك إرهاب جيد، وأنه. يجب أن ننحي جانبا الشعور بأن الإرهابي من عندنا سيئ والإرهابي من عندكم جيد.
وفتحت تركيا التي تتقاسم مع سورية حدودا بطول 900 كيلومتر قواعدها الجوية في تموز (يوليو) الماضي أمام تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”، وفي الشهر الماضي قتل أكثر من 100 شخص خلال مسيرة مؤيدة للأكراد في أنقرة بفعل تفجيرين انتحاريين كانا الأسوأ من نوعهما على الأراضي التركية.
وكان الرئيس التركي قد أوضح في حوار أمس الأول مع وكالة الأناضول، أن بلاده استعدت على أكمل وجه، لاستضافة قمة مجموعة العشرين G20، التي ستنطلق اليوم، في مدينة أنطاليا، والتي من المتوقع تبنيها لخريطة طريق المستقبل للقمم القادمة.
وقال أردوغان إنه يمكنني القول إننا مررنا من مرحلة تحضيرات مهمة، بنجاح، وأنا واثق من أنها ستكون قمة مختلفة للغاية، منوها بأنه يرغب في رؤية الوضع النهائي في المنطقة التي ستعقد فيها القمة، والتي أعلنت منطقة أمنية.
وشدد أردوغان على ثقته بأن الضيوف المشاركين، سيجدون قمة مختلفة للغاية عن سابقاتها، سواء من حيث أماكن الإقامة، واللقاءات، مؤكدًا أن المشاركين سيشهدون قمة لن يستطيعوا نسيانها في أنطاليا.
وأشار أردوغان إلى أن الاجتماع الأول لمجموعة العشرين عقد في واشنطن عام 2008، بينما كانت الأزمة العالمية في أوجها، لافتًا إلى أنه شارك في كل قمم “العشرين” باستثناء القمة التي عقدت في مدينة بريزبن الأسترالية.
وشدد الرئيس التركي، على أن قمة مجموعة العشرين، تعد منتدى يجمع اللاعبين الاقتصاديين العالميين، فضلا عن توفيرها إمكانية مناقشة مواضع مختلفة على الأجندة العالمية، خلال مأدبات العمل، حيث يعد ملف التغير المناخي، أحد المواضيع التي ستتم مناقشتها، على سبيل المثال، خلال القمة المرتبقة، فضلا عن موضوع الإرهاب الدولي، الذي يعد من بين المواضيع المطروحة.
ولفت أردوغان إلى أن القمة التي ستحضرها 35 مجموعة، ومن ضمنها الأعضاء العشرون، مثل تركيا والاتحاد الأوروبي، فضلا عن منظمات دولية، ستجري بلاده خلالها لقاءات ثنائية، فضلا عن لقاءات بين الوفود، باعتبار أن أنقرة تتولى الرئاسة الدورية، وتنسق مع أستراليا باعتبارها الرئيس السابق، والصين التي ستتولى الرئاسة الدورية بعد تركيا.
وذكر أردوغان أنه سيتم بحث ما يمكن فعله حيال المستقبل خلال اللقاءات، مشيرا إلى وجود ستة مجموعات فرعية منبثقة عن مجموعة العشرين، كما نوّه بتأسيس مجموعة “سيدات العشرين” خلال رئاسة تركيا الدورية، لتضاف إلى المجموعات الأخرى مثل “شباب العشرين”، و”رجال الأعمال”، و”المنظمات المدنية” و”النقابات”.
وأضاف أردوغان أن المجموعات الست تعمل في مجالات مختلفة، بينها الزراعة والطاقة، حيث جرى عقد أكثر من 70 اجتماعًا حتى اليوم، مبينًا أن الاجتماعات لا تجري في تركيا وحسب، بل في بقية الدول الأخرى أيضا، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
ونوه أردوغان بأنه استضاف الوفود المعنية أخيرا في المجمع الرئاسي بأنقرة، واطلع عن كثب على نتائج أعمالها، معربا عن اعتقاده بأن القمة ستكون الأكثر حيوية وفائدة، بين القمم التي عقدتها مجموعة العشرين.

الأكثر قراءة