التدريب .. خطوة مهمة لـ «الحسبة»

لا شك أن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أجهزة الدولة وله الكثير من المنجزات التي تثلج الصدر في الكثير من القضايا، سواء على مستوى مكافحة المخدرات، أو القضايا الأخلاقية والابتزاز والسحر، والكثير من القضايا.
يشعر المرء بالاطمئنان وهو يشاهد أعضاء الهيئة، سواء في الأسواق، أو في الميادين العامة، أو في أي مكان يتطلب وجودهم، كما يحدث في الجامعات والمدارس، أو في الشوارع، وهم ينادون "الصلاة يا عباد الله".
حتى والبعض يقسو عليهم إلا أنهم يلجأون إليهم في كثير من الأمور التي تتطلب السرية، كما يحدث في قضايا الابتزاز، التي تتطلب اللجوء إلى شخص ثقة يحفظ السر ويصون العرض، وهم للأمانة أهل لتلك الثقة، ولا ينكر ذلك إلا "جاحد" أو "حاقد".
هذا الارتياح "الشعبي" تجاه جهاز "الهيئة" لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة تماس ومعاشرة يومية مع أعضائها، ومشاهدة للأعمال التي يقومون بها على أرض الواقع لا في أعمدة الصحف، فهم مختلطون بنا في كل مكان، ونرى ما يقومون به، ونصدر أحكامنا عنهم دون أي "وسيط" أو تلميع، إضافة إلى أن العمل الذي يقومون به هو عمل سام ورباني، وهو من جعلنا خير أمة أخرجت للناس، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون في المنكر".
طبعا في المقابل لا أنزه الأعضاء في الهيئة من الخطأ، فهم بشر مثلنا، يخطئون أحيانا، فهم كما بقية أفراد أجهزة الدولة الأخرى، لهم أخطاء ولكنهم يسعون إلى الكمال، ومن يخطئ منهم لا يفلت من العقاب، بل يطوله كما نقرأ ونسمع عبر وسائل الإعلام.
لا ينقص جهاز "الحسبة" إلا التطوير والتدريب، وهو ما كان ينادي به كثير من المؤمنين برسالتهم، ومن يرون أهمية عملهم، سواء للمجتمع أو الفرد، وهو ما استشعره المسؤولون في الهيئة وبدأوا في تنفيذه، حيث شرع الجهاز مع مطلع العام الجاري في وضع خطة تدريبية لأكثر من 17 ألفا من منسوبيه عبر برامج مجدولة على مدار العام، وتهدف إلى رفع كفاءة أعضاء الجهاز، وزيادة ثقافتهم في الجوانب الشرعية والنظامية والإدارية والمهارية؛ ليتمكنوا من ممارسة العمل الميداني بكفاءة عالية.
تلك الدورات -في زعمي- أنها قادرة على تلافي تلك السلبيات التي نلحظها على "الجهاز"، التي تتمحور أغلبها في "عدم القدرة على التعامل مع الجمهور"، وستقلل حتما من "الغلظة" التي تصدر من بعض منسوبي الهيئة، وهي من أبرز السلبيات التي يعانيها الجهاز ويسعى إلى التخلص منها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي