فلسطين أهم من «الجلد المنفوخ»

بالأمس أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم انسحابه من المباراة التي ستجمعه بالمنتخب الفلسطيني بعد أن أصر الاتحاد الدولي على إقامتها في رام الله، ما حدث هو إعلان لموقف متخذ مسبقا ولا تراجع عنه، وهو أكبر من أمور الرياضة، فلا يمكن أن تقبل السعودية قيادة وشعبا بأي نوع من التطبيع أو الاحتكاك مع الكيان الإسرائيلي.
تابعت القضية واستمعت كثيرا للتصريحات التي يطلقها جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني، ولم أقتنع في كل مرة بحديثه، وأراه "مراوغا" تارة، ومتناقضا تارات، ولا نعلم حتى الآن ما الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها وهو يتعنت ويصر على أن يخوض المنتخب السعودي المباراة في رام الله، وما الفوائد التي يمكن أن يجنيها هو واتحاده أو حتى القضية الفلسطينية وهي الأهم من عبور أفراد المنتخب السعودي لمعابر الكيان الإسرائيلي، واحتكاكهم المباشر مع قوات الاحتلال.
السعودية لا يمكن أن تقبل -كما أسلفت- بأي نوع من التطبيع أو الاحتكاك مع الكيان الإسرائيلي وهو موقف سعودي ثابت وراسخ ولا يمكن أن يتبدل أو تؤثر فيه أمور جسام فما بالك بخسارة ثلاث نقاط أو حتى عقوبات قاسية من "فيفا"، وهذا الموقف السعودي يعلم عنه الرجوب والسلطة الفلسطينية من خلفه.
القضية محسومة بالنسبة للسعوديين ولن تقام المباراة في رام الله أو في غيرها من المدن الفلسطينية المحتلة، ولن يكون هناك أي نوع من أنواع التطبيع، ولكن ما دعاني للكتابة هو حديث البعض عن مواقف السعودية مع القضية الفلسطينية طوال تاريخها واستغرابهم من عدم تقدير الرجوب أو السلطة الفلسطينية تلك المواقف.
يا سادة: السعودية عندما تدافع عن القضية الفلسطينية في كل محفل وفي كل وقت، فهي تدافع عن قضية تمسها وتمس كل مسلم على وجه البسيطة، القضية الفلسطينية ليست قضية الرجوب وحده -على الرغم من مرونته مع المحتل وصرامته مع أشقائه- بل هي قضية الجميع من عرب ومسلمين.
ما زالت القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للمملكة التي لم تتزحزح عن ثوابتها منذ بداية تأسيسها على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز، وهي عندما تدافع عنها فهي تراها قضيتها التي تذود عنها دون شكر أو منة، ولا يمكن أن تبحث عن مقابل سواء من الرجوب أو من غيره، ولا يمكن أن تسمح لـ "جلد منفوخ"، أن يلين صلابة الموقف السعودي في قضيته الأولى والأساسية ألا وهي فلسطين.