المرور .. تغيير السلوك

الحالة التي تتلبس الناس وهم يقودون مركباتهم على الطريق تحتاج إلى دراسة. لا يمكن فهم تحدي بعض السائقين للمطبات التي توضع لتهدئة السرعة.
هو يواجه هذا العائق بشراسة وصلابة عنترة، وكأنه يخوض معركة تقرير مصير. السلوك نفسه يتكرر في مواقف مرورية أخرى.
لا أحد ـ إلا من رحم الله ـ يتوقف للمشاة، الذين يرغبون في قطع الطريق للوصول إلى مسجد أو مدرسة.
مرة أخرى لا أحد يمكنه أن يفهم لماذا يغيب الحس الإنساني عن بعض الناس؟
الأمر لا يمكن أن نلوم عليه المرور بشكل كامل. هذا سلوك ينبغي أن يأتي متسقا مع مكارم الأخلاق التي يتميز بها مجتمعنا.
هذا الشخص الذي تراه في الشارع يقود برعونة، ويتطاول على الناس، ويهدد حياتهم، سوف تجده في بيته من أكرم وأنبل الناس. إذن لماذا الفصل بين شخصية قائد المركبة، الذي تصدر منه تصرفات غير سوية؟ وبين شخصية رب الأسرة الذي يتواصل مع مجتمعه القريب بمنتهى اللطف والنبل؟ هو نفسه الشخص الذي يدخل المسجد ويتضرع إلى ربه، ويؤدي صلاته بطمأنينة، لكنه ما يكاد يمتطي سيارته حتى يتحول إلى شخص آخر.
لا يمكن غض النظر عن هذه الممارسات، ولا يمكن الرضا بتحميل المسؤولية على المرور وحده.
هناك منظومة أخلاقية ناقصة، تجعل الشخص المحترم يتجاوز مروريا، ولا فرق هنا بين مراهق أو رجل راشد أو حتى شيخ كبير. نسبة التجاوزات المرورية واتساعها لا تضع فروقات بين مواطن ووافد. أصبحت المسألة عبارة عن حالة محاكاة، وساهم عدم وجود ردع إلى تزايد المسألة.
إن ضحايا المرور بسبب مثل هذه التجاوزات يتزايدون. فهل يتغير سلوكنا المروري ونحفظ حياتنا وحياة الآخرين؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي