«أرامكو» .. ودعم أندية المنطقة الشرقية
لا يمكن الحديث عن المسؤولية الاجتماعية دون الإشارة إلى الدور الريادي الكبير الذي قدمته شركة "أرامكو" السعودية والتي كانت نموذجا وطنيا مضيئا في دعم المبادرات الاجتماعية منذ أن تأسست، دعمت "أرامكو" المدارس والجامعات والكراسي العلمية، المؤسسات الخيرية، والفعاليات الاجتماعية، والمؤتمرات العلمية، وكذلك أسهمت في تأسيس "مركز الإثراء المعرفي" لتطوير الأنشطة التعليمية واهتمت أيضا ببرامج حماية البيئة، ومكافحة التلوث والتصحر، وتنظيف الشواطئ وكل ما يمكن أن يخدم المجتمع، ولم يقتصر الدعم على المبادرات في المنطقة الشرقية، بل في معظم المناطق لـ "أرامكو" حضورها الفعال وكل الذين يتحدثون عن برامج المسؤولية الاجتماعية هم مقلدون لـ "أرامكو" وريادتها بشكل أو بآخر.
لكن أهل المنطقة الشرقية والمهتمين بالوسط الرياضي تحديدا ما زال لديهم سؤال ملح لم يجدوا له إجابة حتى الآن.
وهو لماذا لم تدعم الشركات الكبرى أندية المنطقة «الشرقية» التي تراجعت مستوياتها وأصبحت تعيش تدهورا كبيرا رغم تاريخها العريق في المنافسات على البطولات الرياضية محليا وقاريا.
أندية المنطقة الشرقية وأبرزها الاتفاق، والنهضة، والقادسية، وأيضا الخليج، وهجر والفتح وغيرها في وضع لا يتناسب مع ما تعيشه "المنطقة الشرقية" من تنمية مستدامة وتفوق مؤسساتي فارق عن غيرها من المناطق وأهم أسباب هذا التراجع هو ضعف الدعم المادي، وتقلص الرعاة، وانسحاب أعضاء الشرف المؤثرين، ما جعل هذه الأندية محطة عبور للفرق الأخرى من باقي المناطق، واضطرت هذه الأندية إلى بيع عقود لاعبيها للوفاء بالتزاماتها تجاه اللاعبين والمدربين وبالتالي هاجرت المواهب بحثا عن العروض المفضلة في أندية الوسطى والغربية، وهذه الهجرة القسرية للمواهب تكاد تكون محظورة على أندية المنطقة الشرقية.
إن "أرامكو" تستطيع أن تؤثر في الرياضة بالمنطقة، وقد رأينا كيف قدمت لنا نموذجا مذهلا ببنائها وإشرافها على "مدينة الملك عبد الله - يرحمه الله" في جدة والذي كان حديث العالم بما حوته من إمكانات.
إن الوقت مناسب الآن لتدخل "أرامكو" من خلال عقود الدعم والرعاية لأندية المنطقة والمساهمة في تطوير البيئات الرياضية القائمة وتحسينها للأفضل، وبناء ما يلزم من منشآت ومقار نموذجية، وكذلك دعمها بالاستشارات الإدارية والفنية بما تملكه "أرامكو" من خبرات تراكمية طويلة في مجال العمل المؤسسي، وهو أمر غير متحقق في بعض إدارات الأندية الرياضية.
ولا يمنع أن تفرض "أرامكو" شروطها على الأندية مقابل أي دعم تقدمه كالإشراف والتخطيط الفعال والشفافية في صرف الأموال وغيرها.
وحين أقول إن الوقت مناسب فالجميع يعرف التطور الذي تحقق لدوري المحترفين أخيرا بعد اعتماد الرعاة للأندية ودخول شركات كبيرة بعقود ضخمة لرعاية أندية معينة. وتجاوز الأمر الشركات المحلية إلى الشركات الخليجية كما فعلت شركة "طيران الاتحاد الإماراتية" مع نادي "الاتحاد" في جدة وكذلك "شركة الطيران القطرية" مع النادي "الأهلي".
هذا التنافس للشركات انعكس إيجابيا على قوة المنافسة وتضاعف عدد المشاهدين للدوري بشكل غير مسبوق وهو أمر أراه محفزا لشركة "أرامكو" أكثر من أي وقت مضى.