نواف بطل الاحتجاج
خسر الهلال التأهل الآسيوي، شعر أتباعه بالمرارة، تكرار حالة السقوط كل عام بشكل مختلف عن سابقه أوجدت إصراراً قوياً لسد كل الثغرات ومعالجة الأخطاء التي حرمت الهلال من التأهل في الفترة الأخيرة, غريب أمر الآسيوية مع الهلال، هل ستأتي من الطريق الصعب؟ وهل ستعوض إدارة النادي القوية التي لا تعترف بالخسارة والكسل، ولا تريد لكل هذا العمل الهادئ .. الصامت أن يتأثر بأسباب أوجدتها البيئة الاحترافية السيئة في رياضتنا؟ فهذا يتأخر عن التمارين، والآخر يجادل ويصرخ على زملائه بما يسبب الفرقة وعدم الاجتماع, وكلاء بعضهم طبعه الجشع، ولاعبون بلا ثقافة همهم المال, ومحاكاة الموضة وقصات وتقليعات غريبة لا تمت للمجتمع بصلة.
ذهب الهلال يحمل الآمال واللقب القريب البعيد ليس صعباً، وعضو الشرف يقود المنافس لخنق التطلعات والأشواق، وحين تراقصت كلمات البُشرى والفرح، وجن جنون عشاق الملاعب بأن سوء الحظ قد انكسر جداره، وتبددت أحلام الشامتين، وحين كانت الحناجر تستعد لإطلاق صرخة الفرح وبداية عهد جديد أتى الكوري بكل قسوة وقوة لينحر كل ذلك، ويقدم لكوزمين وفرقته الفوز في الرمق الأخير من المباراة، تلك الثواني التي يجيد الهلال التعامل معها، وهي سر نجاحات وبطولات تعني الكثير في مسيرته، لماذا الآن؟ كيف تبعثر كل شيء؟ سنة جديدة من الترقب والأمل والألم .. هل من الممكن أن يصلح ما انكسر؟ وهل سيجد الزعيم مسلكاً غير دقائق المباراة, نواف بن سعد لا يتحدث كثيراً ولا يعشق اللعبة الإعلامية، غير أنه شديد التركيز في البحث عما يريده، وطاقته في العمل لا تكل ولا تمل، فـ(111) صفحة تم تقديمها بُعيد نهاية اللقاء كورقة احتجاج, لا تأتي كجهد فرد ولا قرار ارتجالي، فدراسة كل الاحتمالات كانت سياسة حاضرة، والجهد الذي يُراد منه عودة الفريق في أرض الملعب خلفه رجال يعملون الساعات الطوال حتى لا تفوت عليهم الصغيرة قبل الكبيرة.
قد يُقبل الاحتجاج، وتفوز إدارة نواف بن سعد على الفريق الإماراتي، ونظل نتغنى بفكر تنظيمي إبداعي لا يقبل أن يكون مشابهاً لغيره أو نسخة مكررة لا روح فيها, وقد يتم رفض الاحتجاج الذي قدمه الخبير القانوني «بالفيفا» ماجد قاروب رؤيته القانونية مطمئناً عشاق أهلي الإمارات بأن لا شيء سيحدث، وستبقى الأمور كما هي دون تغيير، وحين يتم ذلك فسيكون الأمير نواف قد غرس حبه في قلوب الهلاليين، وكسب ثقتهم وبأنه القوي الأمين، وبالتالي فمساندته واجبة عليهم، والوقوف معه كي يكمل مرحلة التنظيم والتطوير في العمل الإداري في الأندية من خلال بوابة الهلال، فهل نحن مقبلون على مرحلة جديدة للهلال سيكون الأقوى على كل الفرق، فالعمل المنظم الصامت، وتطبيق لوائح الاحتراف كل وقت، وعدم الخضوع لمساومة النجوم نهج يحتذى وطريقة مثلى، تجعل الجميع يقول شكراً، استمر حتى يتعدل مسار الاحتراف الأعوج.