رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الوطن .. في قلب الأمة

في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة في هذه الأيام، فإن السعودية تعد النموذج الأمثل في الأمن والأمان، ويعد الأمن في الوطن الآمن نعمة من نعم الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ على عباده؛ والله ـــ سبحانه وتعالى ـــ شرفنا بأن نسكن هذه البقاع المقدسة ونرفع عليها راية التوحيد، ونسبح بحمده حمدا كثيرا بكرة وأصيلا.
لقد خصنا الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ من دون سائر البشر بأن نسكن هذه الأرض المقدسة؛ وواجبنا تجاه خالقنا ثم تجاه ضيوف بيت الله الحرام أن نكون على قدر المسؤولية وأن نحسن إدارة هذا المكان المقدس، وأن نراعى النعم الكثيرة التي خصنا الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ بها، وأولها السكن فوق أديم هذه الأرض المباركة.
إنها عبقرية المكان التي توجها رب العباد ببيته العتيق؛ ومأرز الرسالة المحمدية الخالدة؛ وهذه النعمة التي أسبغها الله علينا يجب أن نرعاها ونحافظ عليها ونحمده ــ سبحانه وتعالى ــ عليها.
إننا حينما نعيش فوق الأرض التي يقع عليها بيت الله وهو مهوى أفئدة كل المسلمين في شتى أصقاع الدنيا، فإن الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ قد فضلنا على العالمين.
وإذا أحب الله قوما متعهم بنعم كثيرة أهمها نعمة المكان ونعمة الأمن، ثم نعم الموارد الخيرة التي تشكل مصدر الأرزاق والثراء لكل السكان على قدم المساواة.
ومملكتنا الخيرة مملكة الإنسانية ـــ حباها الله سبحانه وتعالى ـــ بهذا الذهب الأسود لكي يعزز اقتصادها جنبا إلى جنب مع جغرافيتها الإسلامية الخالدة، وإلى جانب الذهب الأسود فالله ـــ سبحانه وتعالى ـــ قد وضع في جوف الأراضي السعودية كنوزا كثيرة لم يحن الوقت للكشف عنها.
ولذلك إذا كان الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ قد أهدانا هذه الأرض وخصنا بوجود بيت الله فيها ومسجده الحرام ومسجد رسوله الأعظم ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ، فإن أقل ما يجب أن نفعله أن نكون جميعا مسؤولين عن حماية هذا الدين الأقوم من كل مكروه، وحماية الدين والأرض لا تأتي بالكلام وإنما بالفعل والممارسة الخيرة التي تستشرف وجه الله وثوابه ـــ سبحانه وتعالى ــــ.
وحينما يشرفنا الله سبحانه وتعالى بالسكنى فوق هذه الأرض المقدسة ويمنحنا ثرواتها الطبيعية؛ فإنه قد أعطانا خيرا كثيرا، والواجب علينا شكر الله وحمده على هذه النعمة، ثم العمل على صونها وحمايتها من أي مكروه.
وواجب كل مواطن أن يجعل من الوطن واحة خير يستظل بها كل مواطن محب ومخلص وغيور على سلامة الوطن وأمنه، والله سبحانه وتعالى حبا هذه الأرض ـــ كما أشرنا ــــ بخيرات كثيرات أولها وأعظمها ــــ إذا جاز التعبير ـــ المورد الدينى؛ والمورد الثاني هو منظومة الموارد البشرية المتمثلة في القيادات الحاكمة الأمينة على دين الله وسلامة هذا الوطن من أي عدوان، أما المورد الثالث فهو ــ كما سبق أن ذكرنا ــ تلك الموارد الطبيعية التي تفجرت في باطن الأرض لتغذى شرايين اقتصادنا الوطني وترفع من رزق أهله وسكانه بغير حساب.
وما زال الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ يتذكر هذه الأمة ويغدق عليها من نعمه وخيراته الشيء الكثير، فالله ـــ سبحانه وتعالى ـــ لن يخذل الأمة التي ترفع شعار لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولن يضيع أجر من أحسن عملا، بل الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ سيكافئ كل من يحافظ على النعم بنعم أكثر وخيرات أكبر، وستعلو السعودية على كيد الكائدين.
وإذا كنا في نعم كثيرة فباسم الله وبحمده يجب أن نرعى هذه النعم، وأن نحافظ عليها، يجب أن نسعى جميعا لكي نكون خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، يجب أن نكون في الصفوف الأولى في تقرير منظمة الشفافية العالمية، ويجب أن نكون في الصفوف الأولى في منظمة التنافسية العالمية، وهذا مكاننا الطبيعي، لأن ديننا الحنيف هو الذي وضعنا في مقدمة البشر.
إن عمار الأرض هو الوظيفة المثلى التي كلفنا بها خالق هذه الأرض، وحتى نعمر ونبنى الأرض يجب أن نخلص لوطننا الأثير والحبيب، ويجب أن نعطى العمل قدسيته وأهميته، وأن تكون إنتاجيتنا من أعلى إنتاجيات البشر، وعلينا جميعا أن نتذكر بأن الوطن أمانة في أعناقنا جميعا والإخلاص للوطن واجب مقدس، لأن حب الوطن من الإيمان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي