رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الجامعة السعودية النموذجية

في البداية، لو طرح عليك سؤال ـــ أيها القارئ الكريم ـــ ما الجامعة النموذجية أو المثالية في نظرك، فماذا ستكون إجابتك؟ لا بد أن هناك إجابات متفاوتة من شخص لآخر، وفقا لتجربة الإنسان ورؤيته للحياة واستشعاره لأهمية البحث العلمي. ولكن لن يختلف اثنان على أن البنية التعليمية والبحثية، ومعدل الطالب لعضو هيئة التدريس، ومعدل توظيف الخريجين هي أهم العناصر التي توصف بها الجامعة النموذجية المميزة التي تتمتع بمخرجات قوية وناجحة. بناء على هذه المؤشرات تقف جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست" شامخة على الرغم من عمرها القصير.
قبل الدخول في تفاصيل أكثر عن هذه الجامعة المميزة، لا بد من الإشارة إلى كلمة الملك عبد الله ـــ يرحمه الله ـــ التي قال فيها: "ستمثل الجامعة، باعتبارها "بيتا جديدا للحكمة"، منارة للسلام والأمل والوفاق وستعمل لخدمة أبناء المملكة ولنفع جميع شعوب العالم".
لتحقيق هذه الرؤية تحرص جامعة الملك عبد الله على الإسهام في تطوير العلوم والتقنية من خلال الأبحاث المتميزة، كما تحفز الابتكارات ونشر المعرفة العلمية وتطبيقاتها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية والعالم مع التركيز بصورة خاصة على أبحاث استراتيجية ذات أهمية عالمية تنحصر في أربعة مجالات أساسية لحياة الإنسان، هي: الطاقة، الغذاء، الماء، والبيئة.
وبكل جدارة تنطبق على "كاوست" السمات الأساسية للجامعة النموذجية مثل: دعم البحوث الإبداعية، فالجامعة "كاوست" تتميز بدعمها المرن والمستمر للأبحاث والأهداف العلمية طويلة المدى، ما يؤدي إلى إنجاز بحوث إبداعية ومن ثم التوصل إلى نتائج مهمة تعالج القضايا التي تواجه المجتمعات، كما أن الجامعة تتكون من مجتمع دولي متنوع "أعضاء هيئة التدريس والطلاب" ما يعطيها ميزة تنافسية عالية مقارنة بالجامعات الأخرى، وتولي الجامعة اهتماما كبيرا للشراكات والتعاون الاستراتيجي والمستدام مع المؤسسات الرئيسية في جميع أنحاء العالم، وتعتمد ـــ كذلك ـــ في اختيار طلابها على معايير عالية جدا، وتكاد تنفرد بمعدل متميز للطالب مقابل كل أستاذ أو باحث ليكون "واحدا" مقابل "واحد" تقريبا مقارنة بنحو 21 طالبا لكل أستاذ في الجامعات السعودية بوجه عام، إضافة إلى ذلك تمتلك الجامعة بنية تحتية متميزة للتعليم والبحث العلمي، قلما تتوافر في الجامعات الأخرى، من حيث المختبرات والمراكز البحثية المتقدمة مثل: مركز الحفز الكيميائي، ومركز الحوسبة المرئية، ومركز الأغشية والمواد المسامية المتقدمة، ومركز الزراعة الصحراوية، ومركز هندسة الطاقة والخلايا الضوئية، ومركز أبحاث البحر الأحمر، ومركز تحلية وإعادة استخدام المياه.
وتتميز الجامعة عن الجامعات العربية ومعظم الجامعات العالمية، بأنها تتمتع باستقرار واستدامة واستقلالية في مواردها المالية، فهي تعتمد على مواردها الذاتية بالكامل، وتجمع بيئة الجامعة كل مقومات الحياة العصرية الضرورية ما بين السكن والتعليم والترفيه.
وبناء عليه، أصبحت الدراسة في هذه الجامعة المميزة أمنية لكل طالب وطالبة على المستوى العالمي، ويتنافس أعضاء هيئة التدريس والباحثون المميزون على العمل في هذه الجامعة، وذلك للبيئة التعليمية المحفزة والبنية البحثية المتقدمة التي قلما توجد في أرقى الجامعات العالمية. وقد انعكست هذه الإمكانات على إنتاجها العلمي، فقد جاءت الجامعة على الرغم من عمرها القصير في المرتبة الثالثة بين الجامعات السعودية في حجم الإنتاج العلمي المنشور في الدوريات العلمية المصنفة ضمن شبكة العلوم بإنتاج علمي يصل إلى 1171 بحثا منشورا في عام 2014، أي ما يمثل 10 في المائة من الناتج البحثي للسعودية في العام نفسه، وتحتل المركز الأول بين الجامعات السعودية في نسبة الأوراق المنشورة في أفضل خمس دوريات علمية في كل تخصص، وذلك بنسبة تصل إلى 23 في المائة من إجمالي الإنتاج العلمي للجامعة في ذلك العام. ويبدو أنها ستحافظ على المراتب نفسها لعام 2015.
وبناء على ما أعرفه، فإن هذه الجامعة المميزة تمد ذراعيها لكل طالب وطالبة في السعودية وخارجها يجد في نفسه الطموح والقدرة على تحقيق اكتشافات علمية أو إنجازات بحثية ذات جودة عالية. في الختام أدعو للقائمين على هذه الجامعة بالتوفيق في تحقيق المزيد من الإنجازات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي