رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أسواق النفط في حالة جمود رغم المؤشرات التصاعدية

على الرغم من ارتفاع الطلب على النفط وبدء انخفاض الإمدادات من خارج دول "أوبك"، الأسواق لا تزال بعيدة بعض الشيء عن التوازن. عدد أبراج الحفر العاملة في أمريكا الشمالية عاد إلى التراجع مرة أخرى. الطلب العالمي على النفط في ارتفاع، والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قرر الإبقاء على أسعار الفائدة. وهذه جميعها مؤشرات تصاعدية، لكن أسواق النفط ظلت في حالة ركود في الشهر الماضي.
سياسة "أوبك" في حماية حصتها السوقية هي أحد أسباب الجمود، حيث بدأت المنظمة تسترجع عملاءها، وكبار منتجيها يرفعون الإنتاج للاحتفاظ بهم. في الشهر الماضي بلغ إنتاج السعودية نحو 10.3 مليون برميل في اليوم، على الرغم من أنه أقل من الشهر الذي سبقه، إلا أنه لا يزال فوق حاجز عشرة ملايين برميل في اليوم. قامت المملكة أيضا بخفض أسعار بيع نفطها إلى آسيا. وإنتاج العراق وصل إلى أكثر من 4.3 مليون برميل في اليوم، تقريبا فوق متوسط هذا العام بنحو 400 ألف برميل في اليوم. تأمل إيران أن تضيف نحو 500 ألف برميل في اليوم في العام المقبل وتقوم بالفعل بالبيع من مخزونها.
إن أرقام العرض تغذي الاتجاه الهبوطي السائد. ضعف المؤشرات الصينية كان أحد العوامل التي دفعت بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى عدم رفع أسعار الفائدة، وأبقت الضغوط على أسعار جميع السلع الأساسية، على الرغم من أن وكالة الطاقة الدولية تأخذ وجهة نظر أكثر تفاؤلا. في حين أن بنك جولدمان ساكس ذهب أبعد من معظم المحللين، ويعتقد أن خام برنت قد يلامس 20 دولارا للبرميل. لقد خفضت صناديق التحوط بعض مواقفها القصيرةShort Position، ولكن لم يتم حتى الآن الرهان على ارتفاع مستدام في الأسعار. قرب بداية موسم صيانة المصافي في الولايات المتحدة ربما يبرر هذا الحذر، على الأقل في المدى القصير.
بعد أن شهد النفط الصخري تعافيا محدودا في عمليات الحفر في فصل الصيف، عاد وتراجع النشاط مرة أخرى. حيث إن ضعف أسعار النفط في أيلول (سبتمبر) أدى إلى هبوط عدد أبراج الحفر لثلاثة أسابيع متتالية. من المتوقع أن ينكمش إنتاج النفط في الولايات المتحدة بنحو 400 ألف برميل في اليوم في العام القادم، بعد أن انخفضت أسعار النفط في الشهر الماضي دون أسعار تعادل معظم تشكيلات النفط الصخري الرئيسة. نتيجة لذلك من المرجح أن يستمر تراجع معدلات عمليات الحفر والإكمال حتى العام القادم ــــ على النقيض من الانتعاش المتوقع سابقا.
عموما، ستتراجع الإمدادات من خارج "أوبك" بمعدل 500 ألف برميل في اليوم، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، حيث تقول الوكالة إن ضعف الأسعار سيضغط على العرض وينعش الطلب، لكن مدى سرعة إسهام ارتفاع الطلب وانخفاض المعروض من خارج "أوبك" في استنزاف المخزونات العالمية لن تعرف حتى وقت ما من العام المقبل.
في تموز (يوليو)، كانت مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فوق 2.92 مليار برميل، وهو رقم قياسي، مدعومة باستمرار فائض الإمدادات العالمي بنحو مليون برميل في اليوم. استنزاف المخزون العالمي سيستغرق شهورا ـــ حتى لو أن الإنتاج الإيراني عاد إلى الأسواق ببطء أكثر مما تأمل هي. في حين أن مشاريع الرمال الكندية، المياه العميقة في البرازيل وخليج المكسيك في الولايات المتحدة التي تم التخطيط لها منذ سنوات ستبدأ بالإنتاج بحلول عام 2017، ما قد يؤجج وضع الإمدادات العالمية.
وفي غياب أي صدمة جيوسياسية تؤثر في الإمدادات، فإن الأسواق لن تتخلص من الفائض وتتوازن إلا عندما تبدأ تحس بوطأة تأجيل المشاريع التقليدية العملاقة. والوقت اللازم لتحقيق ذلك يقاس بالسنوات وليس بالأشهر. التقلبات الأخيرة في الأسعار كانت مثيرة للقلق هي الأخرى، حيث تذبذب خام برنت من أدنى مستوياته في ستة أشهر دون 43 دولارا للبرميل إلى فوق 50 دولارا للبرميل في غضون أيام قليلة. ضعف الأسعار يعزز نمو الطلب على النفط. في هذا الجانب يشير أحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب سينمو هذا العام بمعدل 1.7 مليون برميل في اليوم، وهو أعلى مستوياته في خمس سنوات، حيث رفعت الوكالة توقعاتها السابقة بصورة كبيرة. المستهلكون في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، خصوصا الولايات المتحدة، يقودون هذه الطفرة، حسب الوكالة. لكن بعض المحللين يعتقدون أن هذا الأمر يمكن أن يبدأ بالتبدل قريبا.
تتوقع الوكالة أن تستمر الصين في الاستمرار بشراء النفط، على الرغم من انهيار أسواق الأوراق المالية فيها في الآونة الأخيرة. انخفاض قيمة العملة واستمرار ضعف مؤشرات الاقتصاد الكلية. حتى الآن أظهر نمو الطلب الصيني مكاسب ثابتة، حيث إن التوسع في قطاع البتروكيماويات والنقل يفوق أي ضعف في استخدام النفط في القطاع الصناعي. قد تقوم الصين أيضا بشراء كميات إضافية من النفط الخام لملء الاحتياطي الاستراتيجي.
من ناحية العرض، تراجع إنتاج النفط العالمي ما يقرب من 600 ألف برميل في اليوم في آب (أغسطس)، مع تراجع الإنتاج في كل من دول "أوبك" ومن خارجها. حيث انخفضت إمدادات النفط الخام من "أوبك" بنحو 220 ألف برميل في اليوم إلى نحو 31.6 مليون برميل في اليوم، ولكن إنتاجها لا يزال 1.2 مليون برميل في اليوم أعلى مما كان عليه قبل عام. في حين انخفض الإنتاج من خارج "أوبك" بمقدار 350 ألف برميل في اليوم. ساهمت الولايات المتحدة بحصة الأسد، حيث شهدت تسارع وتيرة الانخفاض في الفترة الأخيرة، وانخفض أيضا إنتاج بحر الشمال نتيجة الصيانة الموسمية، لكن مع ذلك المكاسب السنوية في الإنتاج من خارج "أوبك" لا تزال مليون برميل في اليوم أعلى من العام الماضي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي