مساهمة طلاب الجامعات في الطاقة النظيفة

قام فريق من طلاب في جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا UNSW في العام الماضي بتصميم وصنع "صن سوفت" أسرع سيارة كهربائية في العالم باعتبارها قادرة على السفر بسرعة أكثر من 100 كم/ ساعة وقد قطعت مسافة 500 كيلومتر بشحنة البطارية لمرة واحدة. وتكون بذلك قد كسرت الرقم القياسي العالمي السابق 73 كم/ ساعة والبالغ من العمر 26 عاما بسرعة قياسية. ومع ذلك، لا يمكن أن تصدر أي أرقام محددة حتى يتم الموافقة على سجل رسميا من قبل الاتحاد الدولي للسيارات FIA، الهيئة الإدارية لرياضة السيارات في العالم.
وقال أحد السائقين المحترفين المشاركين في محاولة كسر الرقم القياسي العالمي، جارث الدن: "كسائق سباقات تريد دائما أن تكون على المنصة، وأنها تجربة فريدة من نوعها فأنت لا تحصل كل يوم على محاولة لتحقيق رقم قياسي عالمي جديد. لقد استمتعت حقا أن أكون ضمن الفريق وكونها جزءا من التاريخ".
وقال مدير المشروع مبتهجا وهو طالب هندسة بالسنة الثالثة هايدن سميث: "كان هذا العمل يدور حول إنشاء مستوى جديد كليا من سفر للسيارات الكهربائية عالية السرعة بشحنة واحدة، التي نأمل أن تحدث ثورة في صناعة السيارات الكهربائية".
والطلاب هم من أكبر فريق سباقات السيارات الشمسية في أستراليا. مركبتهم هي الخامسة التي تم بناؤها وتسابق منذ تأسيس الفريق في عام 1996. الإصدارات السابقة من السيارة "صن سوفت" تم استخدامها لتسجيل رقم قياسي عالمي لأسرع رحلة سيارة على الطريق تعمل بالطاقة الشمسية من بيرث إلى سيدني، وسجلت في «جينيس العالمية» بأسرع سيارة تعمل بالطاقة الشمسية.
ويأمل الفريق أن أداء السيارة اليوم يثبت أنها على جاهزية تامة وقابلة للاستخدام العملي اليومي.
وأضاف مدير المشروع هايدن سميث: "خمس مئات من الكيلومترات هي إلى حد كبير بقدر ما يمكن للشخص العادي أن يقود السيارة في يوم واحد، إنها دليل آخر بأن يوما ما يمكن أن يقود الفرد سيارتنا في الشوارع العامة".
لم تكن أهداف سيارة "صن سوفت" خفية على المدى الطويل. فإن الفريق يتوقع تلبية متطلبات التسجيل ضمن أقل من سنة واحدة ليسمح للمركبة أن تكون على الطريق الأسترالية، وقد قال في وقت سابق "إن نظم تخزين الطاقة الشمسية والبطارية عديمة الانبعاثات تجعل منها رمزا لعهد جديد من القيادة المستدامة".
تستخدم السيارة الحالية الألواح الشمسية على جميع السطوح حتى غطاء محرك السيارة لشحن بطارية 60 كج. ومع ذلك، فقد تم إلغاء عمل هذه الألواح خلال محاولة تحقيق الرقم القياسي العالمي ذلك اليوم، وترك السيارة لتعمل فقط من شحن البطارية.
وضعت السيارة للاختبار على مسار دائري 4.2 كيلو متر في مركز البحوث الأسترالي للسيارات، تقع على بعد نحو 50 كيلو مترا خارج جيلونج، فيكتوريا. وأن ما يقرب من ربع الفريق الذي يضم 60 طالبا في المرحلة الجامعية ـــ قام برحلة إلى فيكتوريا لدعم محاولة تحقيق الرقم القياسي العالمي.
وقد شارك الطلاب من جميع التخصصات الهندسية. وقد طلب الفريق أيضا المصممين الصناعيين من هندسة البناء الخاص بالجامعة لإعادة صياغة التصميم الداخلي للسيارة استعدادا لطلب الحصول على وضع الطرق القانونية.
وعلى الصعيد الوطني، لنا من طلاب جامعاتنا مثال يحتذى به، حيث بذلوا جهودا مباركة لإنتاج "وهج" وهي أول سيارة شمسية سعودية بنيت في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 2011. وقد استوحي اسمها من الكلمة العربية "وهج" لتشير إلى بداية حقبة جديدة من المشاريع الطلابية في مجال الطاقة المتجددة في الجامعة. ويعد هذا المشروع ــــ وإلى حد بعيد ــــ من أكبر المشاريع الطلابية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. والمشروع قدم له الدعم من قبل "سايتك" مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ونفذ بالكامل من قبل طلاب الجامعة، الذين قاموا بتصنيع أدوات ووسائل السيارة، التي تعمل بالطاقة الشمسية. وقد شاركت السيارة الشمسية في البطولة الأسترالية "التحدي العالمي للطاقة الشمسية" وحققت نتائج لافتة. وتستخدم السيارة ألواحا شمسية عالية الأداء وبطاريات ليثيوم أيون عالية القدرة وقد حققت نتائج مذهلة في سباق ثلاثة آلاف كيلو متر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي