"الاقتصادية" .. تقدير ممتاز

الوصول للحقيقة غاية الوسط الرياضي، تكميم الأفواه عن مناقشة قضايا الفساد أو الخلاف لم تعد تجدي أو تنفع في وقت باتت دوافع الأفعال أكثر وضوحا، انتشرت الأخبار عن قضايا تزوير ورشوة، منها ما نال العقود ومنها ما كان هدفه شراء ذمم لاعبين ضد أنديتهم.
الأدراج الكبيرة في الرئاسة العامة واتحاد القدم لديهما قابلية وترحاب شديدان لحفظ هذه الملفات وقيدها ضد مجهول، ثم يتعجبان ويتساءلان عن سبب الصخب الإعلامي والإقبال على أصوات تقدم بعض الحقيقة، أنتم من صير القضايا لغزا لا تنفك طلاسمه كتحنيط آل فرعون وآثارهم، غير أن الجريء القوي والمتعطش للحقيقة بمهنية وفكر مستنير استطاع أن يجعل صحيفته تنجح بامتياز، فمحمد سعدالله لم يكن مشابها لغيره، سلك الطريق القصيرة السالكة التي تقدم البياض الناصع من غير مساحيق ولا تشويه، فكان صوته الأقوى في حلبة الصراع من أجل الفوز بجواب ماذا حدث؟ وأين الخطأ؟ تكاثرت الأصوات ولكنها لم تتشابه الكل بريء ولم يقترف ذنبا، والمذنب من كان ضعيفا وسط الأقوياء، فمن أين أتت هذه الضجة الكبرى، ولماذا لم تحل؟ الشمس لا تحجب بغربال، غير أن شمس صحيفة "الاقتصادية" أزاحت عتمة السواد الذي رمى الحقيقة خلف أصوات ضجة ولم تقدم لنا النور ولم تجعل قلوبنا تطمئن لقولهم.
كم سنحتاج لمثل محمد سعدالله وجرأة "الاقتصادية" كي تزهر حديقة الوضوح بورود العمل الإبداعي ويقف حامل الشوك بعيدا عنها لعلمه بأنه لن يجني سوى ريح طيبة لا يستطيع أن يسايرها وينعم بها إلا من كان طيبا، فسياط قلم الباحث عن الحقيقة بصدقه المجرد من العاطفة تؤلم من يريد العيش في الظلام، والحرف قوي حين يتنفس الصدق ويضع السمع، مسؤول عن قراره بعد ذلك، فخالد شكري أحد حلقات سلسلة لها بداية ولانهاية لها، فهل سيقبل أن يجعلها تمتد لتشكل مع غيره سبيلا موصلا إلى ظلام قادم أم يضع يده بيد سطوة النور التي كشفت الخلل وأربكت المشهد فساد الصمت ولم يستطيعوا الكلام بعدها، فلم يتبق إلا وجه الحقيقة بعد أن نجحت "الاقتصادية" بتقدير ممتاز وتركت البقية في صالة الاختبار حتى تظهر النتائج..؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي