حزم وعدل وإنسانية
بعيد حادثة "رافعة الحرم" مباشرة تعرضت السعودية لسيل من الهجوم من دول حاقدة وأقلام مأجورة لم تنتظر نتائج التحقيق في الحادثة المؤلمة التي أودت بحياة 111 شخصا وإصابة 238، بل سارعت في النيل منها، سعت للنيل وكأنها فرحة بالمصاب الجلل الذي أحزن المسلمين كافة.
ورغم كل هذا الهجوم البشع لم ترد السعودية، بل تجاوزت الأزمة بشفافية مطلقة وحزم وعدل وإنسانية، واختفت الأقلام المأجورة والأصوات الحاقدة وظهر بدلا منها الامتنان والشكر للمملكة وقيادتها على حزمها تجاه المخطئين والمقصرين، وإنسانيتها تجاه ذوي الشهداء والمصابين.
بالشفافية والحزم والعدل والإنسانية ردت السعودية على كل مأجور وحاقد، فمنذ الوهلة الأولى للمصاب الجلل شكلت لجنة عليا للتحقيق في الحادثة والرفع بالنتائج في أقل من 48 ساعة للمقام السامي، الذي لم يتوان في إصدار قرارات مهمة وحازمة وتحويل القضية إلى القضاء العادل.
الملك سلمان ملك الإنسانية والعدل والحزم، تعامل مع الحدث كمسؤول أول عن ضيوف الرحمن وخادم للبيتين، وأمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة وعاين مكان الحدث بنفسه ولم يستعن بوسيط، وانتقل مباشرة إلى المستشفيات لمواساة المصابين والتخفيف من آلامهم والتوجيه بالعناية بهم ورعايتهم، وتمكينهم من إتمام حجهم لمن يستطيع منهم، وهو أمر أذهل المصابين كما حدث مع الحاجة الإيرانية التي قالت للإعلام "لم أصدق أن من زارني هو الملك بنفسه".
القرارات التي أعقبت الحادثة كانت حازمة وطالت كل من تسبب في الحادثة، وفي الوقت نفسه لم تخل من الجانب الإنساني، من خلال التعويضات السخية التي قدمتها الدولة بمنح ذوي كل شهيد مليون ريال إضافة إلى مليون آخر لكل مصاب أصيب بإصابة تسببت له في إعاقة، إضافة إلى نصف مليون لبقية المصابين.
خادم الحرمين قدم رسالة للجميع بالشفافية يمكن أن ترضي الرأي العام، وبالعدل والحزم تنصف المستضعفين والمتضررين، وتضرب بيد من حديد على المخطئين والمتجاوزين، وبالإنسانية تخفف من حزن ذوي المتوفين ومن آلام المصابين، وهو ما حدث في كل القرارات التي أعقبت الحادثة.
ختاما نسأل الله ــ عز وجل ــ أن يحفظ لنا مليكنا ملك الإنسانية والحزم، وأن يمتعه بالصحة والعافية التي تمكنه من خدمة وطنه وأمته، وأن يرحم الشهداء ويغفر لهم، وندعوه ــ سبحانه وتعالى ــ أن يمن على المصابين والجرحى بالشفاء العاجل، وللحجاج أن يتموا حجهم بسلام وأن يعودوا لبلادهم وديارهم وهم في أحسن حال.