«الحج»: الاهتمام بثقافة الحج المشتركة مقصد شرعي ومطلب حضاري
قال الدكتور بندر بن محمد حجار وزير الحج "إن الاهتمام بثقافة الحج المشتركة أمر ضروري لضمان أداء هذه الشعيرة على الوجه الأكمل، حيث يشكل ذلك كله مقصدا معززا لمقاصد الشريعة وغاياتها، ومطلبا إنسانيا حضاريا تقتضيه مرتكزات الدعوة الإسلامية، مع مراعاة ما استجد في العصر الحاضر عصر الانفتاح الفضائي الإلكتروني والتواصل المتلاحق بين الثقافات"، مضيفا "لقد أكد الشارع الحكيم مطالبة الحجاج لبلوغ ثمرة الحج الكاملة استقامة سلوكهم في أداء نسكهم، ولا ريب في أن تكوين ثقافة الأفراد له الأثر البالغ في تقويم سلوكهم، إذ إن الثقافة تشكل أساسا جوهريا في تكوين عقلية الفرد وهوية الأمم".
جاء ذلك خلال افتتاح الوزير أمس ندوة الحج الكبرى في دورتها الأربعين لهذا العام تحت عنوان "ثقافة الحج مقصد شرعي ومطلب إنساني" في مكة المكرمة، وذلك في حضور الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء، وبمشاركة مختلف الباحثين والمفكرين والعلماء، والمتخصصين في العلوم الشرعية وشؤون الحج من مختلف أقطار العالم التي تنظمها وزارة الحج، في قاعة جمانة في العوالي في مكة المكرمة وتستمر لمدة يومين.
ودعا الوزير المشاركين في الندوة إلى استثمار ما يتمخض عنها من توصيات لإيصالها بقدر المستطاع إلى الرأي العام كل في وطنه لتبصير وتثقيف الحجاج للمواسم المقبلة وتوعيتهم في بلدانهم قبل وصولهم إلى الأراضي المقدسة مما يسهم بصورة فاعلة في تلاقي الأخطاء المحتملة وكي يستفيدوا استفادة كاملة من الخدمات الحيوية والتسهيلات المتعددة الأبعاد التي توفرها المملكة، خاصة التوسعات في الحرمين الشريفين والمشروعات ذات الصلة في المشاعر المقدسة، مشيرا إلى ما يحظى به حجاج بيت الله الحرام من خدمات وتسهيلات منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، وحتى هذا الوقت الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تتواصل الإنجازات العملاقة المقامة على أرض الواقع وبخاصة توسعات الحرمين الشريفين.
من جانبه، ألقى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء، كلمة أوضح فيها أن الحج يعد من أفضل الأعمال إلى الله عز وجل حيث يتعلق به أمران الاستطاعة المالية والاستطاعة البدنية وعظم جزاء الحج عند الله بأن ليس له جزاء إلا الجنة فهو أحد أركان الإسلام الخمسة فرضه الله مرة واحدة في العمر وهو مطلب إسلامي وعمل خير وثقافة مهمة للأمة الإسلامية وقضاياها.
ودعا إلى الاهتمام بأداء مناسك الحج على الوجه الصحيح والهدي النبوي وتعظيمها وتعظيم البيت الحرام، والحرص على السكينة والهدوء في الحج وعدم المجادلة والفوضى والرفث، كما قال تعالى "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق".
وبين أن المسلمين في الحج يلتقون من كل مشارق الأرض ومغاربها على صعيد واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي وأعجمي ولا غني ولا فقير إلا بالتقوى يلبون ربهم ويبتغون من فضله كما أن في الحج كذلك منافع متعددة سواء دينية أو دنيوية واقتصادية فعلى الدول أن تبين أمور الحج قبل إرسال حجاجها إلى مكة المكرمة وتزويدهم بالكتب والأشرطة التي توضح لهم تلك المناسك كما أن عليها كذلك أن توضح لهم نظام المملكة وحملات الحج واتباع تلك الأنظمة كاملة.
وأكد على حجاج بيت الله أن يكون حجهم ومناسكهم خالصة لله سبحانه وتعالى وأن يبتعدوا كل الابتعاد عن الشعارات الطائفية والحزبية، حيث إن الحج لا رفث فيه ولا فسوق كما يجب على علماء الأمة استثمار هذه الشعيرة لمناقشة قضايا المسلمين وتبادل الآراء بينهم للخروج بما ينفع الأمة الإسلامية.
وحذر من أعداء الأمة وأعداء هذه البلاد وحسادها الذين لا يريدون لها خيرا، فهم حساد على ما حبا هذه البلاد الطاهرة من أمن وأمان فأعمال هذه الدولة وأفعالها في الحج وغيره وتنظيمها أكبر رد على كذب هؤلاء وافترائهم على هذه البلاد الطاهرة فمنذ عهد الملك عبد العزيز والدولة تسعى إلى خدمة الحرمين الشريفين وتقديم كل التسهيلات لحجاج بيت الله وتبعه في ذلك أبناؤه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.