منشأة تشوه نفسها

البارحة كان هناك لقاء مع عدد من الزملاء، دار فيه حوار جميل حول بعض الهاشتاقات المسيئة، التي ظهرت أخيرا وتناولت هذه المنشأة أو تلك.
الغريب أن هذه “الهاشتاقات” اتكأت على خلل في خطاب إعلامي صادر عن هذه المنشأة أو تلك.
النقاش الذي شارك فيه مهنيون وأكاديميون، لم يكن مرتبا له، ولكن عفوية النقاش لم تقلل من فائدته.
مسألة بناء الصورة الذهنية للمنشأة، تحتاج إلى جهد فكري وإبداعي، وشفافية في المعلومات.
بعض الاجتهادات التي تبذلها إدارات العلاقات العامة في المنشآت تؤدي إلى نتائج سلبية.
هذا مرتبط أساسا بالدور المنوط بالإدارة، إذ غالبا ما يضيع الإعلام وسط زحمة أدوار إدارة العلاقات العامة.
المنشآت الحكومية تحديدا، تعاني إشكالية الترقيات التي قد تدفع بشخص لا علاقة له بالعمل الإعلامي إلى معمعة الإعلام.
هذا يمكن أن تلحظه في العلاقة المتوترة، بين الناطق الإعلامي لهذه المنشأة أو تلك، وبين وسائل الإعلام. الناطق الإعلامي في بعض المنشآت يعاني فوبيا الإعلام والإعلاميين.
الأمر نفسه يظهر في عدة منشآت من خلال البطء في التواصل، والتلكؤ في توفير المعلومة، بل والسعي بكل الوسائل إلى تعطيل الصحافي أكثر من تيسير عمله.
هذا الأمر يواكبه تهشيم الصورة الذهنية للمنشأة من خلال تقديم تقارير مجتزأة، بشكل يجعل هذا التقرير سلبيا على صورة المنشأة. رأينا ذلك مثلا في تقرير عن الموقع الإلكتروني لوزارة العدل، وأخيرا فيما يخص الموقع الإلكتروني لـ”حافز”.
لا يمكن بناء الصور الذهنية للمنشأة، من خلال أدوات إعلامية محدودة القدرات، أو عبر مرسل وسيط معظم من ينتمون إليه لا يعرفون تفاصيل هذه المنشأة لأنهم أحيانا غرباء عنها وعن البلد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي