البيان التركي

بداية لا بد لي من توجيه الشكر إلى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا الدكتور عادل مرداد، على الجهود التي بذلتها السفارة من أجل الانتصاف للأسرة السعودية التي تعرضت للاعتداء والعنف الجسدي من قبل موظفي الجوازات في المطار.
لقد أسهم إعلامنا المقروء والمرئي إلى جانب جهود السفارة السعودية في إسطنبول في تمهيد الوصول إلى الحد الأدنى من الحق الذي يجب أن يحظى به السائح السعودي في أي بلد في العالم.
قلت في مقال سابق تحت عنوان "إنهم يضربون السياح" تعليقا على الحادثة: لا تقبل السفر إلى بلد يهين السياح، سواء كان هذا البلد عربيا أو أعجميا. ولا تحترم من يتصدى للدفاع والتبرير لمثل هذه الإهانات". (الاقتصادية 2/9/2015 ) وفي حديثي لروتانا خليجية مع الزميل علي العلياني ذكرت أن السائح السعودي وهو يضع هذا البلد أو ذاك ضمن خياراته يتطلع إلى معاملة لائقة، لا تختلف عن تلك التي يلقاها في دول الخليج العربي وفي أمريكا وأوروبا.
الحقيقة إن بعض السياح العائدين من هناك تحدثوا عن الاستغلال الجشع لهم من بعض مزودي الخدمات، مثل سائقي التاكسي وسواهم. كان من المستغرب انتقال ظاهرة التعامل السيئ إلى موظفي الجوازات. لم يكن مبررا أبدا أن يستخدم رجل الجوازات وزملاؤهم أيديهم في الضرب والركل لأسرة، أيا كانت المبررات.
البيان التركي جاء بهدف رفع العتب، والاعتذار الذي تم تقديمه للأسرة هو الحد الأدنى الذي كنا ننتظره، ومع الأسف لم يتناول البيان التركي حديثا عن أي تعويضات للأسرة عن العنف البدني والضرر النفسي الذي حصل لهم. ونحن نتوقع من سفارة خادم الحرمين الشريفين هناك أن تتابع هذا الأمر.
لقد كانت تصريحات سفير خادم الحرمين هناك التي أدلى بها لصحيفة الوطن، تزف البشرى لنا بتفاعل السلطات هناك، وإقرارها بالخطأ، وإعلانها عن ترتيبات لعدم تكرار مثل هذا الأمر. هذا أمر جيد، ولكنه لا يكفي. فحق الأسرة التي تعرضت للاعتداء لا يمكن إسقاطه بمجرد اتصال بالأسرة والاعتذار لها.
البيان التركي قدم وعدا بتخصيص موظفين في الجوازات يتحدثون العربية، وهذا أمر جيد يستحقه السياح السعوديون والعرب الذين يتوافدون على تركيا. لكن من المهم أيضا الإعلان عن السبل، التي يمكن للسائح اللجوء إليها للشكوى عندما يتعرض للاستغلال.
وحتى يتحقق ذلك ما زلت عندي رأيي: لا حاجة للسياحة في بلد يتعامل معك باستغلال، منذ خروجك من بوابة المطار، مرورا بالفندق أو المطعم أو سائق التاكسي الذي يتذاكى عليك ويأخذ أكثر من حقه بشكل إجباري وليس برضا نفس. وهذه صيغة عجيبة ومعيبة، في التعامل يجدها السائح في تركيا وفي بلدان عربية أيضا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي